إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

           



(تابع) كلمة السيد صدام حسين الرئيس العراقي في لقائه مع وزراء العمل العرب بمناسبة انعقاد مؤتمر العمل العربي
المصدر: "يوميات ووثائق الوحدة العربية 1980، مركز دراسات الوحدة العربية، بيروت، ط 1، 1981، ص 357 - 359 "

         أصبحنا الآن نقول هذا القطر مستقل ليس بمقدار ما يريد وإنما بالإضافة إلى هذا بدرجة ومستوى العلم والتقنية التي وصل إليها حتى تكون الإرادة معززة بإمكانات عملية لتنفيذه وعندما نريد أن تكون الأمة موحدة.. وهذا أظن ليس هناك عربي عندما نسأله في السلطة أو في الشعب إلا ويقول نعم إذا ينبغي أن يسير البناء الاجتماعي والاقتصادي والسياسي بمستوى متواز لكي تتوحد وإلا كيف يمكن أن تتوحد أمة بها ناس بمستوى البرازيل بالقياس إلى أمريكا بعد عشرين سنة وناس بالخنجر والبندقية فقط يعني كيف ممكن أن نتصور.

إن ذلك المتقدم شعبه.. سوف يقول بأنه منفعة حتى لو قبل الشعب الذي هو متأخر عن المستوى الذي أشرنا إليه.. المستوى المتقدم يقول لك أنا لا أتوحد لست مستعدا أن آتي لكي أتوحد تحت اعتبار بيني وبين الأخ الآخر.. هذه الفاصلة من التخلف وتقول لي تعالى لكى نتوحد.. يعني لا أتوحد إذن ليس هو محض تصورات مبدئية رومانتيكية.. عندما نقول بأن العربي مطالب ان يساعد الأخ العربي الشقيق المحتاج.. المقتدر عليه ان لا يكتنز هذا بالبنوك ولابد ان ينتبه إلى نفسه انه بدون ان تتطور الأمة هو ليس له قيمة مهما كانت ملياراته.. ونحن إناس ممكن ان نكون أصحاب مليارات.. يعني هذا الكلام ليس من اليمن الشمالي مع احترامي لأشقائنا حتى يقال انه هذا مقترح حتى تستفاد اليمن.

         هذا مقترح من العراق.. والعراق جاء حتى يعطي ولم يأت حتى يأخذ طبعاً من الصعب ان يستوعب كل واحد هذه المبادئ لأنها تتطلب تضحية غير اعتيادية.. تتطلب جرأة غير اعتيادية لانه ليس مطلوباً من الإنسان ان يكون جريئاً بالسيف فقط.. وانما بالفكرة بل أحيانا جرأة الفكرة اكثر تقدماً من جرأة السيف.. والتفاوت في النمو الاقتصادي وفي التجانس الاجتماعي بين الأقطار العربية لابد ان يعكس وضعاً سياسياً متفاوتاً.

         بعد ذلك سوف نتوزع بين مركزين.. بين الأمريكان وبين السوفييت ولا حصة للامة العربية وللقومية العربية ونحن علنا وصراحة ودون خشية ودون مجاملة لا نريد ان نعطي لأحد حصة على حساب حصة الأمة العربية.. نريد الوطن

<4>