إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

         



هو الذي تعرفونه منذ عشرة أعوام، يذود عن مبادئ الإيمان والإنسانية، ويذود عن مبادئ أمته العربية المجيدة..

          وقد ينسى بعضكم، ولا أظن أن كثراً منكم ينسون، أن من كانوا على الطرف المقابل: الخاسئين، أعداء الله، ومن كان وليهم الشيطان على صفتهم، لايفوّتون فرصتهم ليؤكدوها، بما يمهرها بمهر خزيٍ وعار، لا يزول أثره إلى يوم الدين.. بعد أن اتخذ صاحب الخواص العالية، العراق، خواص العز، والشرف والموقف، ومعه شعب العراق العظيم، لنفسه فرصته، حيث المكانة العالية، فجاءت فرصة الخاسئين والغادرين في حضيض؟..

          ألا تعرفون الخاسئين الأشرار؟..
          هل أعيد على مسامعهم ومسامعكم من هم، أم تراكم تعرفونهم من الوجوه الشائهة الخاسئة، التي اصطفت، من غير ما شرف، ضد وأمام الوجوه النضرة، التي إلى ربّها ناظرة بسيماء أهل الجنة، من الشهداء الأبرار، والأحياء الذين ما بدّلوا تبديلاً؟

          ولكي أنشط ذاكرتكم، أعد على طرف الفعل الخاسئ، والموقف المخزي، من مثل أمريكا.. ومن مثل بريطانيا.. وفرنسا.. وألمانيا.. وأسبانيا.. وهولندا.. والأرجنتين.. وبلجيكا.. وأستراليا.. فهل أواصل العد؟ أم أنكم تتذكرون الرقم: ثلاثاً وثلاثين دولة، وثمانية وعشرين جيشاً، في صدر العدوان على العراق، وما يزيد عن أربعين دولة تقوم بواجب الإسناد مع العدوان المباشر، إضافة إلى الصهيونية العالمية وكيانها المسخ اللعين؟

          أما العرب.. فيا أيها العرب، يا فخرنا.. يا عزنا.. يا جرحنا.. يا جرحنا، وا أسفاه، هل أعد؟ وكيف لي أن أسمي وأعد؟ كيف أقول وأنكأ، الجراح؟.. ولكنني سأقول: ولا أعد.. أقول… إن أمة العرب أمتنا.. نحن منها، وهي منا ولنا، هي فخرنا وعزنا، وهي عمقنا والعراق عمقها.. كنا باسمها ننتخي، وباسم نماذجها، نماذجنا ومبادئها، نصول على الباطل فندمغه، فإذا هو زاهق.. إنها أمة الأنبياء.. أمة الشهداء.. أمة الأولياء.. أمتنا.. وغير هذا لن أقول.. وليسمعني كل جبان أو عذول.. إنها أمتي، ولن يسيء إليها، ولا إلى صفاتها نفر حتى لو قال إنه منها.. فهل يغيّر صفات البحر الهادر نهير ماؤه مجّ أو آسن؟

          لا، لن تتغير صفات بحرنا الهادر، ومن يمثله في المواقف المبدئية العالية، هو من يمثل صفاته، وما عدا ذلك طارئ يزول..

          وليحي كل صنديد فيها، وكل كريم مؤمن، وعلى الباطل ثائر زعول..
          ولكن، هل عرفتم ماذا حصل في المنازلة المستمرة.. في تلك وهذه، التي هي مستمرة حتى يومنا هذا؟ وهل عرفتم ماذا فعل الظلم والحصار؟ وهل لنا أن نشغلكم، ونثقل عليكم، بالتفاصيل والأقوال؟ أم نكتفي بما يصف جانباً مما ينبغي؟..

<2>