إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

         



          على جانب الشر، لقد أظهروا جانباً مما فعلوه، على شاشات التلفزيون، متباهين بالمنكر، الذي فعلوه.. أتعرفون أيها الإخوة.. ماذا فعلوا؟.. هل رأيتم (ما يفعل) طائش مدلل أرعن، يحمل صفة أبيه من ملوك أيام زمان، وقد يوجد من هو مثله في هذا الزمان، أيضاً؟.. تأملوا ما يمكن أن يفعل هذا الأحمق، عندما يغار من متحف ثمين، يحمل هو وسائل تدميره!! ليس غير هذا الوصف الحاقد على متحف الإيمان والفضيلة والحضارة والموقف، متحف الرجال الشجعان والنساء الماجدات، وشجرة الحياة العظيمة في عراق العرب والإسلام والإيمان، ما ينطبق على من قام بفعل العدوان والتدمير، ولا يزال يقوم به حتى الآن.. ولكن ما دمروه، أيها الإخوة، عدا ما أصاب أرواح الناس ودماءهم، إنما كان نسخة عن الأصلي، وبقي متحف الحضارة يشع بمعناه،ويحتفظ بنماذجه الأصيلة والكامنة في الإيمان العميق، والاستعداد الأصيل داخل النفوس الأصيلة، وشجرة الحياة العملاقة، التي ضربت جذورها في عمق الأعماق، وبما يحكي قصة العراق العظيم.. إلى الأمة والناس.. أجيالاً فأجيالاً..

          أليس هو هذا التشبيه المناسب على طرف الفعل الشرير، لمن يعتقد بأنه يدّمر الإنسان لمجرد أنه يدّمر ما هو مادي في محيطه؟..

          لقد أصابت صواريخ وقذائف العدوان كل ما هو مادي، يصلح هدفاً لأسلحتهم، وسالت دماء عزيزة، غزيرة لأعزاء.. فصاروا سارية راية الله أكبر، والشموع التي تبدد الظلام أمام مسيرة العراق العظيم أجيالاً فأجيالاً، كلما حاول ظلام أن يحجب النور والضوء البهي، أمام المسيرة العظيمة لشعب أقسم بالله وبدماء الشهداء، وكل عظيم، على أنه محقق العبور لا محال..

          وبقي العراق.. بقي الشعب.. بقي الجيش..
          عاش الشعب..
          عاش الجيش..
          وعاش الرفاق..

          وبعد، قد يسأل من يسأل: ومن كان إلى جانب صف العراق؟ هل أصفُ، وأقول لكم مثلما أؤمن، كيف كان الله صاحب القدرة العظيمة يكلأ بعنايته العراق؟ وكيف جعل نارهم برداً وسلاماً؟ وكيف كان ضمير الأمة وتاريخها المشرق إلى جانبه، مع نماذجها العظيمة المؤمنة، بكل معانيها ورموزها العالية؟ وكيف صال العراق وجال في حماها؟

          هل رأيتم جبلاً يغضب ويثور؟
          هل رأيتم أمواج محيط عظيم صاخب هادر، وفي مرحلة مد عظيم؟
          أرأيتم دجلة كيف يفيض في نيسان من كل عام؟..
          أرأيتم كيف يحب المؤمنون الله؟ وكيف يحب الناس من يحبون، عندما يحبون بعمق وقياسات الذرى؟..

<3>