إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

     



          أرأيتم كيف يدافع هزبر، أمام خطر، عن صغاره في عرينه؟..

          إن من رأى وعرف هذا، يعرف كيف كان العراق، وكيف هو الآن.. لقد واجه العراق الكره بالحب والضعف بالاقتدار، واليأس بالتفاؤل، والجبن بالشجاعة، والدنس والخيانة بالأمانة والإخلاص وصدق الموقف الشريف.. وقد أحب العراقيون شعبهم وحضاراتهم وتأريخهم المجيد.. أحبوا أمتهم ومبادئها العظيمة حباً لم يسبقهم به أحد.. ولأنهم ولدوا أحراراً أحبوا حق الإنسانية في أن تكون كل أمة فيها حرّة، لا تخضع لجبروت طاغوت، ولا تستغل من طامع.. فكانوا على ما هم عليه، وما أنتم تعرفون..

          ومن كل هذه الصور والمعاني، بإمكانكم أن تعرفوا كيف أحب العراقي أمته والعراق، وكيف صبر وقاتل وصمد، وبنى الشوامخ العالية، ولماذا وكيف يزرع الأشجار والأزهار حتى مع لظى لهيب النار، التي كانت وما زالت تلفح وجهه في عدوان الأشرار وظلم التابعين، وكيف ولماذا يزرع الحياة ويبتسم لها، ويبني ويعلي البناء، بعد أن يرفع أنقاض التدمير..

          لقد انتصر العراق على أعداء الأمة وأعدائه، وسينتصر في كل الأشواط المتبقية، بعونه تعالى، لأنه انتصر في نفسه وضميره وقلبه وعقله..

          أما أنتم أيها العرب المجاهدون والمناضلون، فمن يتصور منكم ويتذكر ولا ينسى استحقاق مبادئ الإيمان العظيم، كذمة واجبة وتكليف رتبهما الله عليه، وكان أجداده حداة الإيمان ومبادئ الحضارة الإنسانية، ورايات عالية إلى البشرية جمعاء، فهو يعرف ذلك أيضاً.. ومن بإمكانه أن يتصور كيف كان صحابة رسول الله يقاتلون، يتقدمهم في حمل السيف والراية الحمزة، والصديق، وأبو الحسنين بسيفه ذي الفقار، والفاروق عمر، وخالد بن الوليد، وهم يسمعون صوت وهتاف ودعاء النبي، صلى الله عليه وسلم، يعرف كيف قاتل العراقيون، يحدو ركبهم كل صنديد شجاع، صدق بما عاهد الله عليه.. ويعرف كيف ينبغي أن يجاهد ويناضل ويقاتل هو أيضاً، دفاعاً عن هويته، ومبادئ أمته، ومعاني دينه الحنيف.. بما يعز الوطنية والوطن، وبما يعلي بالحق شأن الأمة والشعب والقومية والإيمان، ويهزم الشّر والضعف، ويردي الهوان والباطل، وكل أجنبي متجاوز على حقوق العرب، ومعاني إيمانهم، وحقهم في السيادة والأمن والحياة، وصون معاني الشرف والعزة.

          ثم، هل من عربي، بعد أم المعارك الخالدة، وبعد أن واجه أطفال وشباب وشيوخ فلسطين، رجالاً ونساء"، سلاح أمريكا والصهيونية بالحجارة.. يمكن أن يسأل: كيف؟.. وهل ثمة مسؤول، بعد هذا، وإلى ألف، أو آلاف من السنين، من يجد الخوف سبيله إلى نفسه، إلا من هو رعديد جبان، أو ميؤوس من وطنيته وفضيلة الإيمان في نفسه؟ وهل يمكن أن يعذر مؤمن غيور على شعبه وأمته، عندما لا يثور على ظلم الأجنبي وظلم الظالمين؟ أو يجبر ويعين نفسه من يجد في نفسه ضعفاً؟..

          عاشت أمتنا العربية المجيدة..
          عاشت فلسطين حرة أبية.. من النهر إلى البحر..
          عاش العراق..
          عاش العراق..
          عاش الشعب..
          عاش الجيش..
          وعاش الرفاق..
          والله أكبر..
          الله أكبر..
          الله أكبر..
          وليخسأ الخاسئون..


<4>