إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

     



كلمة الفيصل بمناسبة افتتاح طريق الدمام الرياض الحجاز(1)

بسم الله الرحمن الرحيم

إخواني وأبناء وطني:

          لا يسعني في هذه المناسبة إلا أن أشكر المنعم، سبحانه وتعالى، على ما أنعم به علينا جميعاً من نعم خافية وظاهرة، وإن كنت أريد أن أتقدم بالشكر للمسؤولين في وزارة المواصلات، وعلى رأسهم الزميل الشيخ محمد عمر توفيق. فإنني أخشى أن يكون ذلك من قبيل شكر النفس للنفس، ولكن في هذه اللحظة فإنني أعتبر نفسي كفرد من أفراد الشعب العزيز، فأقدم شكر الشعب للعاملين المحسنين إذا أحسنوا في عملهم وقاموا بما يجب عليهم على خير وجه، فإنهم في ذلك الوقت يستحقون الشكر، والشكر لهؤلاء المحسنين هو شكر لله سبحانه وتعالى.

أيها الإخوة:

          إن الإخوان الذين تقدموني بالكلمات لم يتركوا لي ما أقوله فيما يخص بالمشاريع، والإنجازات، والآمال المستقبلة، بحول الله وقوته، في إنجازات أفضل وأوسع، وإنما إذا سمح لي الإخوان الذين تقدموني بالكلمات، فلي ملاحظة فقط، بل ومن غيرهم دائماً أسمع من يتكلمون أو يكتبون أو يعلقون قولهم إرادة فيصل، فإنني أرجو من إخواني إلا ينزلقوا في هذا الاتجاه، فإن الإرادة إرادة الله، سبحانه وتعالى، فإذا كان المولى، عز وجل، منَّ على إنسان وأكرمه وشرفه بأن يقوم بعمل خير لدينه ووطنه وأمته، فإن ذلك يقتضيه الشكر لله تعالى، وليس التبجح أو الإطراء أو المديح، وإنما يجب على كل منا أن ينظر لما يقوم به من عمل في سبيل دينه ووطنه وأمته، فإنما هو نعمة من الله، سبحانه وتعالى، أنعم بها عليه، وشرفه بالقيام بها؛ لأن هذه هي أكبر نعمة يمكن لأي فرد أن يدركها في حياته أن يكون موفقاً للخير في عمله وفي اتجاهه وفي عقيدته؛ ولذلك فإنني أرجو من الإخوان أن يعذروني حينما طرقت هذا الموضوع أو أبديت هذه الملاحظة، وأنا ليس عندي شك في أنهم حينما يقولون ذلك فليس دافعهم النفاق أو التملق أو إلباس الباطل لباس الحق. لا، إن شاء الله، لن يكونوا من هؤلاء الطراز.

          ولكني أعتقد أن مثل هذه الكلمات لا توجه لفرد من البشر، مهما كان مركزه، ومهما كانت مسؤوليته، ومهما كانت إنجازاته، فإنها ربما تؤثر على نفسيته أو تخرجه عن طوره فينظر إلى


1. أم القرى العدد 2161 في يوم 22 ذو القعدة 1386 الموافق 3 مارس 1967

<1>