إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

     



كلمة الفيصل في احتفال وزارة الإعلام بافتتاح مبناها الجديد(1)

بسم الله الرحمن الرحيم

إخواني:

          السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،

          إنه ليسعدني، في هذه المناسبة السارة، أن أعبر عن مشاعر شعب المملكة العربية السعودية تجاه الإنجازات التي تتم على يدي المسؤولين، لا لكونها مكرمة من المسؤولين، أو تفضلاً، ولكنها قيام لما يوجبه عليهم واجبهم المفروض على كل مسؤول يؤديه على أحسن وجه، وأن يقوم بما يفرضه عليه هذا الواجب في سبيل دينه، وأمته، ووطنه.

          إن هذا المرفق أيها الإخوة: من ضمن المرافق التي عليها مسؤولية كبيرة تجاه الله، سبحانه وتعالى، ثم تجاه الشعب والوطن، وليست مسؤولية هذا المرفق أن يكيل المديح، أو يتزلف، أو يبرز الصور والمناظر للأشخاص، أو للأفراد، أو للمسؤولين، لأن هذه الأساليب ليست أساليب المؤمن بالله، والمؤمن بوطنه، وأمته، وإنما مسؤولية هذا المرفق أن يكون في خدمة ديننا، ووطننا، وأمتنا، يكون في خدمة الدين، وفي خدمة الوطن، وفي خدمة الشعب في كل ما يلزم هذه الاتجاهات من مجهود وعمل، وليس مطلوباً من هذا المرفق أيها الإخوة: أن يأتي كل يوم وليلة وينشر على أمواج الأثير أو على شاشة التلفزيون صورة فيصل، أو قال فيصل، أو عمل فيصل، أو أراد فيصل. لا، ليست هذه مسؤوليته؛ لأن فيصل إذا كان يعمل وإذا كان يؤدي شيئاً من واجبه فليس ذلك لتظهر صورته على صفحات الصحف، أو على شاشة التلفزيون، أو يظهر ما يقول ويقال عنه على أمواج الأثير، فإذا كان يعمل فإنما يجب أن يعمل في سبيل الله ثم في سبيل وطنه وأمته.

          وإنني أيها الإخوة المواطنون؛ أحب أن أتقدم إليكم بشكوى، وهي شكوى من وزارة الإعلام، الوزارة التي تحتفل اليوم بافتتاح مشروع من إنجازاتها، ونتقدم لها بالشكر عليه، ولكنني في نفس الوقت أشكوها إليكم لأنها دائماً وباستمرار خلاف رجاءاتي لها أن تتجنب نشر الصور الخاصة بي، أو الكلمات الرنانة التي تقال في، أو الأغاني التي تقال، وإنني في نفس الوقت أقول لكم إنني لست متتبعاً لا للراديو ولا للتليفزيون، ولكنني في بعض الأوقات يصدف أن أكون خارجاً من البيت، أو داخلاً إليه وأرى بعض المناظر وأسمع بعض الكلمات، أو بعض الأناشيد، أو بعض التعليقات، فوالله


1. أم القرى العدد 2166 يوم 4 محرم 1387 الموافق 18 أبريل 1967

<1>