إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

 



الفيصل يصدر بياناً إلى المواطنين(1)

         السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ـ وبعد:

         فإنه ليس بخاف على أي فرد من أبناء هذا الوطن ما أنعم الله به علينا من نعم لا تحصى، أهمها وأكبرها نعمة الإسلام، وبما أن الحفاظ على هذه النعم ودوامها لا يضمن إلا بشكر المنعم، سبحانه وتعالى، قولاً وعملاً، وإن من أهم مظاهر الشكر هو اتباع ما يأمر به المنعم واجتناب ما ينهى عنه.

         ولقد أمرنا الله، جلت قدرته، بأداء ما فرضه علينا من الفرائض، وأهمها بعد الشهادتين الصلاة، فأداؤها، كما فرضت، هو بدون شك من أجل الأعمال، وأن التكاسل أو التهاون في أدائها مضيعة للدين.

         لذلك فمن الواجب علينا جميعاً المحافظة على الصلاة في أوقاتها، كما يجب علينا أداء بقية الفروض كما فرضها الله، وإلى جانب أداء الفرائض ينبغي علينا التحلي بالأخلاق الإسلامية الفاضلة، ولقد لاحظنا في بلادنا في هذه الأيام تسرب التقاليد المستوردة من الخارج التي لا تمت إلى ديننا وإلى تقاليدنا بصلة، من ذلك ارتداء بعض النساء عند خروجهن في الأسواق ملابس غير محتشمة تبرز مفاتنهن، وتتنافى مع الأخلاق الإسلامية الكريمة. كما نمى إلى علمنا بأن بعضاً من شبابنا الناشئ يقلدون بعض المظاهر التي أقل ما يقال عنها أنها مظاهر ميوعة لا تتفق مع صفات الرجولة ولا الأخلاق الحميدة، ولذلك رأيت من واجبي أن ألفت أنظار أبناء وطني إلى ما يمكن أن يؤول إليه أمرنا إذا لم نتدارك مثل هذه الأمور، ونعود إلى خالقنا تائبين مستغفرين، لأن الله، سبحانه وتعالى، غيور على نعمه، ولقد قال تعالى في كتابه الكريم: لَئِنْ شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيد (إبراهيم:7) وأي كفران بالنعمة أكبر من أن يقابل المنعم الكريم بمخالفة ما أمر به وإتيان ما نهى عنه.

         لهذا فإنني أهيب بجميع المواطنين الكرام أن يقوموا بما أوجبه الله عليهم من اتباع أوامره واجتناب نواهيه، كما وألفت نظر الذين يعيشون بيننا من غير أبناء هذا الوطن العزيز أن يتمشوا في تصرفاتهم ومظهرهم بموجب أنظمة البلاد وتقاليدها، ووفقاً لهذه التعليمات، وأود بهذه المناسبة أن أنبه بأن الأوامر قد صدرت لرجال الحسبة "أي هيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر" بالتعاون مع رجال الأمن بملاحظة هذه الأمور، واتخاذ جميع الإجراءات للقضاء على هذه المظاهر المنكرة.

          وسيتناول التأديب الرادع أيضاً أولياء أمور كل من يقوم بمثل هذه المخالفات، وأسأل الله الكريم أن يوفقنا جميعاً لما فيه صلاح أمرنا، وأن يجنبنا مزالق الهوى ووساوس الشيطان إنه على كل شيء قدير.

          والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.



1. أم القرى العدد 2192 في 10 رجب 1387 الموافق 13 أكتوبر 1967

<1>