إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

     



خطاب الفيصل في استقبال الرئيس التركي(1)

          بسم الله الرحمن الرحيم

          يا صاحب الفخامة

          اسمحوا لي أن أرحب بكم وبزيارتكم باسم شعب وحكومة المملكة العربية السعودية واسمي: إننا حين نرحب بكم في بلدكم، فإننا نعبر عن مشاعر هذا الشعب تجاه أخوة له في الدين وفي التاريخ. لا بد أن فخامتكم قد لمستم ورفاقكم الكرام مشاعر الفرحة والترحاب من قبل أبناء هذا البلد حينما شرفتم في مساء هذا اليوم.

          إن هذه المشاعر يا فخامة الرئيس؛ ليست مظاهر ولا مجاملات، وإنما هي تنبع عما يكنه هذا الشعب لأخوته في تركيا العظيمة من محبة وإخلاص. إن الروابط التي تربط البلدين والشعبين هي أقوى من أن توصف أو أن تستخطب في كلمات..وإننا يا فخامة الرئيس، مهما حاولنا، فلا يمكن أن نرد لفخامتكم وحكومتكم وشعبكم شيئاً مما لقيناه حينما ساعدنا الحظ وزرنا بلدكم العزيز والتقينا بإخوتنا في تركيا، وإنما نؤكد لفخامتكم ولرفاقكم الكرام، أن هذا الشعب يعتبركم حين تشريفكم لهذا البلد وكأنكم في بلدكم وبين إخوانكم وأهليكم وإننا يا فخامة الرئيس لا يمكن أن ننسى مواقف شقيقتنا العزيز تركيا رئيساًَ وحكومة  وشعباً. لا يمكن أن ننسى مواقف هذا الشعب وحكومته ورئيسه في قضايانا العربية المصيرية التي شاركونا فيها أيام الشدة والمحن. نحن لا نستغرب هذا من شعب شقيق وأمة مسلمة، ولكننا يجب في نفس الوقت أن نقدر هذه المواقف وأن نسجلها، لأن أخاك هو أخوك في وقت الشدة وليس في وقت الرخاء.

          وإننا في هذه اللحظة التي يجد العالم نفسه فيها في بحر من المشاكل والتيارات والانحرافات. نلتقي بإخواتنا في أي لحظة وفي أي مكان، وإننا في نفس الوقت عازمون ومصممون، بحول الله وقوته، على توثيق هذه الروابط الأخوية المتينة بين شعبينا وبلدينا وبين جميع إخوتنا في الدين والعقيدة، وإننا في نفس الوقت الذي تئن فيه الأمة العربية تحت وطأة الذل والعدوان، لا يمكن أن ننسى إخوة لنا مجاهدين ومثابرين في قبرص.

          اسمحوا لي يا فخامة الرئيس أن أعلق على أحداث اليوم، وعلى الأخص في منطقتنا، في منطقة الشرق الأوسط، إن هذه الاضطرابات وهذه المشاكل التي حلت وتحل يومياً في هذه المنطقة، هي


1. أم القرى العدد 2206 في 26 شوال 1387 الموافق 26 يناير 1968

<1>