إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

     



نتيجة لشيء واحد، وهذا الشيء هو الأطماع الدولية من الأطراف المتصارعة في العالم التي يحاول كل منها السيطرة والسيادة على العالم كله فلو أن هذه الدول الطامعة والمتسلطة على مصائر البشر أخذت بعين الاعتبار مصلحة العالم ومصلحة الإنسان كإنسان لصرفت كل الجهود التي تصرفها الآن في سبيل مطامعها إلى خير البشرية.

          نحن لا نطالب بشيء إلا أن يكفوا عن التدخل في شؤوننا، ويتركوا أمر تقرير مصيرنا لأنفسنا، وفي هذا الوقت يمكننا كأخوة أن نتعاون على ما فيه خير أمتنا ووطننا ولكن ما دامت هذه الدول سائرة في طريقها الذي تتخذه الآن وهو التدخل في شؤون الغير، ومحاولة تسليط البعض على البعض الآخر بطرق متعددة فإنه لن يستقر في هذا العالم سلم ولا أمان ولا خير.

          لماذا تصرف البلايين على التسليح؟ ولماذا التسابق في ريادة الفضاء؟ ونحن لم نصل حتى الآن إلى إصلاح أرضنا، يجب علينا أولاً، أن نصلح بيتنا، ويجب علينا أن نوفر هذه الأموال وهذه المصاريف الضخمة ونوجهها الاتجاه الصحيح لما فيه خير البشرية وسعادتها. فلو عمل هذا؛ لوجدنا أنفسنا في حياة أفضل، وفي مستوى أفضل، ولكن، ولسوء الحظ، فإن الغريزة الشريرة في البشر تغلبت على الغريزة الخيرية، ولذلك انصرفت كل الجهود لتعبئة الأسلحة وآلات الدمار للعالم، وللتدخل في شؤون الغير ومحاولة السيطرة والتسلط عليهم. ولذلك فإنه ليس أمامنا إلا طريق واحد وهذا الطريق هو الاعتماد على الله سبحانه وتعالى قبل كل شيء، ويتبع ذلك أن يتكاتف المسلمون في جميع أطراف الأرض وينظروا إلى ما فيه صالحهم وصالح البشرية أجمع. نحن لا ندعو إلى إقامة أحلاف عسكرية، ولا ندعو لقيام تكتلات سياسية، ولكننا ندعو إلى أن ننظر في مصلحتنا، وأن نفعل ما يضمن لنا العيش بسلام وأمن، دون أن نوجه أي عدوان أو ضرر لغيرنا. إن الإسلام قوة خيرة، وإنه يدعو إلى الإخاء والمحبة والتعاون في سبيل الخير، ولذلك فليس هناك مخرج لنا مما نحن فيه من مشاكل إلا العودة إلى ديننا الحنيف والتمسك به والتعايش فيما بيننا على أسس الشريعة السمحاء، وإني يا فخامة الرئيس: لا أحب أن أطيل على فخامتكم، وأنتم لم يمض على وصولكم إلا ساعات قليلة قادمين من الرحلة، ولكنني في نفس الوقت أحب أن أؤكد لفخامتكم أن الروابط التي تربط بلدينا وشعبينا هي أقوى وأمتن من أن تكون مجرد روابط سياسية أو مصلحية فقط. وإنني لأرجو من الله، سبحانه وتعالى، أن يديم علينا جميعاً نعمة الإسلام، وأن يمكننا من خدمة أمتنا وشعبينا وتوجيهها في سبيل الخير والرخاء إن شاء الله، وإني لأرجو لفخامتكم ورفاقكم الكرام إقامة طيبة وهانئة في بلدكم المملكة العربية السعودية، وأرجو أن تغضوا الطرف إذا حدث أي قصور أو أي مأخذ على ما نقوم به تجاهكم لأننا كما يقول المثل السائر: "صاحب المكان لا يكرم ولا يهان".

          وأرجو الله، سبحانه وتعالى، أن يديم على فخامتكم الصحة وأن يوفقكم وحكومتكم وشعبكم إلى كل ما فيه الخير، وأن يوفقنا جميعاً لشد وتوثيق هذه العلاقات التي تربط بيننا إنه على كل شيء قدير. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.


<2>