إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

         



نتبع هذا الاتجاه وأن نسعى إليه لتحقيق مصلحة أمتنا وبلادنا، ولتحقيق ما يراد منا من إخواننا أو أصدقائنا من خير ونفع في سبيل الحق، وفي سبيل العدل، وفي سبيل كرامتنا وعزتنا، إن شاء الله، ولا شك أن هذه المنطقة مع الأسف منطقتنا العربية والإسلامية في سنواتها الأخيرة ابتليت بمحن وكوارث أثرت على تقدمها وازدهارها وأكبر نكبة هزت بهذه المنطقة الصهيونية، أعاذنا الله وإياكم، من كل شرورها وكل أهدافها.

          لما جعلت هذه المنطقة هدفها لتغزوها ولتعتدي على أبنائها وعلى أرضها وعلى مقدساتها، ولسوء الحظ أننا نجد في بعض أقطار العالم من يناصر هذا الاتجاه ويناصر هذا الاعتداء لا لشيء إلا تحقيقاً لأهداف الصهيونية التي تلعب بالعالم شرقه وغربه لتحقيق أهدافها في محو العالم وتدميره والتسلط عليه. الصهيونية ليست صديقة الشرق ولا الغرب، ولا صديقة أحد وحتى بنيها من اليهود فيهم من يعارض ويشجب سياسة الصهيونية، ويقول: إن هذه ليست من مصلحة اليهود أنفسهم لأنه سيأتي اليوم الذي يظهر للعالم، وتكشف أهداف الصهيونية وألاعيبها ثم ينقض عليها، وفي ذلك الوقت ربما يؤخذ المحسن منهم بجريرة المسيء فلا ينفعهم الندم حينئذ، ولكن على العالم اليوم أن يتنبه ويفكر ويفهم مراد الصهيونية وأهدافها التي لا تقف عند حد، ويجب أن يقال لهم قفوا عند حدكم وبدون هذه سوف لا تنتهي المشاكل في العالم، فكل مشكل في العالم شرقاً وغرباً أو في وسطه إذا بحث الإنسان بدقة وبخبرة يجد أن هذه المشاكل لا بد وأن يكون للصهيونية فيها يد بصفة مباشرة أو غير مباشرة، فنرجو، إن شاء الله، من المسؤولين في العالم أن يتنبهوا لهذه الحالة وأن يأخذوا على أيدي المجرمين والطغاة وأن يوقفوهم  عند حدهم لمصلحة البشر، ولمصلحة بني دين الصهيونية نفسها كذلك، حتى لا يعرضوهم للخطر في الآخر إن لم ينقض عليهم العالم ويمحهم من الوجود.

          أما نحن في بلادنا، خاصة في البلاد العربية، فلم نعتد على أحد وإنما نحن المعتدى علينا، ومع هذا نوصف بالعدوان، ما سبق في التاريخ أن هناك شعباً أو أمة أو دولة تحتل بلاداً بالقوة وتبعد أهلها منها وتستولي على أراضيهم، ومساكنهم، وأموالهم، وتبقيهم مشردين في كل أنحاء العالم ولا تكتفي بهذا كذلك بل كل يوم وكل مطلع سنة أو فترة من الفترات يتجدد هذا العدوان، وآخر عدوان ما حدث في يونيه سنة 1967 وهذا شيء ظاهر أمام أعين الناس كلهم ولكن مع الأسف نجد بين الناس اليوم من يحاول أن يبرر هذا الشيء أو يجد له المبررات، باسم أن المعتدي يريد المحافظة على أمنه واستقراره، فهل المحافظة على أحد واستقراره تكون على أعصاب الآخرين "طيب"، ما ذنب الآخرين الذين لم يحافظ على أمنهم، وعلى استقرارهم، ولا على ممتلكاتهم، ولا على أراضيهم، ولا على حياتهم، أليسوا من البشر أبناء البلاد الذين شردوا وسلبت أموالهم، وبيوتهم، وأراضيهم،

<2>