إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

         



وكرامتهم؟! هل هم خارجون عن المجموعة البشرية؟! لا أعتقد ذلك، ولكن مع هذا كله يجب أن لا ننخدع ولا ننغش وإن الكلام المعسول الذي يرضينا هو مجرد كلام ولكن نرى اليوم ما يبحث ويناقش في المحافل الدولية، وكل ما يبحث أو يناقش بعيد كل البعد عن حقيقة الأمر وعن موضع الداء، فيجب إذا كان العالم يريد أن ينهي هذه المشاكل أن يضع لها الحد الذي يتفق مع العدل، والحق كل إنسان، كل فرد في العالم له الحق أن يعيش في وطنه وله أن يحافظ على حياته، وعلى عيشه، وعلى استقراره، فلماذا استثنوا العرب فقط من بين العالم كله؟ فلا أحد يهتم لا بحقوقهم، ولا بارتباطهم بوطنهم، ولا باستقرارهم، ولا بحريتهم في تقرير مصيرهم لماذا يستثنى العرب فقط من دون العالم؟! اليوم أسمع فخامة الرئيس نيكسون، صرح أمام الأمم المتحدة، فقال: إن أمريكا لا تطلب شيئاً في فيتنام إلا أن يضمن لشعب فيتنام الجنوبية حرية تقرير مصيرهم فهل شعب فيتنام من البشر وشعب فلسطين ليس من البشر؟!!

          نحن لا نريد شيئاً ولا نريد الاعتداء على أحد، ولا نريد ضرر أحد إلا أن يحفظ لهذا الشعب حريته في تقرير مصيره، وفي العودة إلى وطنه وأرضه، فإذا ضمن هذا فنحن ليس لنا مطلب آخر، أما أن يطلب من العرب والمسلمين أن يوافقوا على تشريد إخوانهم وأبنائهم من مسلمين ومسيحيين من أبناء فلسطين عن أرضهم، وتسلب أموالهم، وأراضيهم، وتهان كرامتهم ويعتدى عليهم، ويقال للعرب اقبلوا بهذا الواقع لمجرد أنه وقع فهذا مبدأ الخطأ إذ أن كل بلد، أو كل شعب، أو كل دولة لو اعتدت على أحد وضعت العالم أمام أمر واقع وإن هذا الواقع، يقر فسيختل التوازن في العالم كله، وهو مبدأ خطر على كل بلد ليس على العرب فقط، بل على كل بلاد العالم، ولكن مع الأسف، إننا لنا أكثر من عشرين سنة ونحن ننادي ونجادل ونريد من العالم أن يحكم بالحق والعدل، في قضيتنا، ولا نريد شيئاً سوى الحق والعدل. ولكن مع الأسف ليس هناك مجيب ولا متنبه ومع هذا يوصف العرب بأنهم المعتدون وأنهم هم الذين يتجاوزون حدودهم على الناس. من إخواننا الفلسطينيين ناس يكافحوا ويحاولوا إنهم يستردوا أرضهم وبلادهم. فهؤلاء يوصفون في كل إذاعات العالم بأنهم العصابات، كيف هذه عصابات فواحد يدافع عن بلده، وبيته، وكرامته، وعزته يوصف بأنهم عصابات مخربة، الحق الطبيعي. لكن مع الأسف ما في من يتنبه. فإذن ما في هناك إلا طريق واحد مثل ما تفضلت سعادة المحافظ، إن الطريق الوحيد إننا كعرب مسلمين. المسلمين في العالم كله ومن ينحو نحوهم من أصدقائنا من مسيحيين وخلافه أن نعتمد قبل كل شيء على الله، وأن نعود إلى ربنا بإيمان وإخلاص ليس مجرد كلام ولا تظاهر ولا مظاهر في الحركات، أو في العبادات، أو الأشياء هذه لا هذه لا تنفع إذا كان الله، سبحانه وتعالى، يعلم من داخل نفوسنا إننا غير صادقين وغير مخلصين في أعمالنا هذه، الله، سبحانه وتعالى، لا تخفى عليه خافية لا يمكن. يمكن أن ننافق على بعضنا البعض لكن ننافق مع ربنا لا يمكن لأنه يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُور (غافر:19)، فإذا لم يعلم منا

<3>