إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

 



خطاب سمو الأمير فيصل
في افتتاح الدورة السابعة والثلاثين لمجلس الجامعة العربية بالرياض(1)

بسم الله الرحمن الرحيم

          إخواني، يسرني أن أحييكم باسم حضرة صاحب الجلالة ملك المملكة العربية السعودية، وباسم حكومة جلالته، وباسم شعب هذه المملكة العربية السعودية. وإني أتمنى لكم طيب الإقامة في هذه البلاد التي هي بلادكم، والتي هي بحق قلب العروبة النابض، ومهد الحضارة التي جمعتنا، لا حَوْلَ قيمتها الروحية فحسب، بل ووحدت بين آمال ومشاعر جميع أبناء الأمة العربية، فإن العربي مهما اختلفت أوطانه يرجع بأصوله إلى شبه الجزيرة العربية، وإليها تتجه آماله ومشاعره، وإنه لحدث عظيم أن تستضيف هذه البلاد لأول مرة في تاريخ جامعة الدول العربية مجلسها، في ظروف أشد ما تكون الامة العربية في حاجة لتوحيد كلمتها، وإجماع رأيها، على ما فيه تأمين حاضرها ومستقبلها. ومن يُمن الطالع أن يُعقد مجلس الجامعة العربية في دورته الحالية بعد أن أخذت تباشير النصر بكفاح الشعب الجزائري الشقيق تلوح في الأفق، وخالص الرجاء في أن يوفق الله إخواننا الجزائريين لاستكمال مراحل جهادهم، ونيل حقوقهم كاملة، والسير في طريق المجد والسُّؤْدُد. ولا شك لدينا في أن الأمة العربية التي ناصرت كفاح الجزائر لتستمر في تأييدها له، وبذل كل ما تستطيع من عون، كما لا شك في أن الشعوب العربية الأخرى التي لا تزال تكافح لنيل استقلالها، ستصل إلى تحقيق آمالها، وفي مقدمتها فلسطين العزيزة، وباقي البلاد العربية المكافحة، التي ستبلغها بفضل الله، ثم بفضل جهود وتضحيات أبنائها، وتأييد الأمة العربية. ونحن هنا في هذه البلاد ماضون، كما هو دأبنا، في سياستنا لخير أمتنا، ولخير جميع البلاد العربية، ولن تثنينا الأحداث عن بذل جميع جهودنا الصادقة الدائبة، والتماس كل وسيلة لما فيه خير الأمة العربية، وتذليل كل عقبه تقف في سبيل وحدة كلمتها، ولَمِّ شملها، وجمع صفّها على كلمة سواء، حتى تستطيع أداء دورها التاريخي لخيرها، ولخير البشرية جمعاء.

          فأهلاً وسهلاً ومرحباً بكم في بلادكم، البلاد التي نشأتم منها، بين أهلكم وإخوانكم، سائلاً الله أن يوفقنا جميعاً لما فيه خير أمتنا العربية.


 


1. أم القرى العدد 1914 في 2 ذو القعدة 1381 الموافق 6 أبريل 1962

<1>