إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

     



خطاب الفيصل في حفل تكريم ضيوف بيت الله الحرام(1)

          بسم الله الرحمن الرحيم

          أيها الإخوة المسلمون:

          يشرفني أن أرحب بكم باسم مواطني هذا البلد الشريف، الذين كرمهم الله وأعزهم بأن جعلهم خدمة للأماكن المقدسة ومضيفين لإخوتهم حجاج هذا البيت الشريف، وفي ذلك ما فيه من العز والشرف لأبناء هذا البلد الذي أتشرف، باسمهم، أن أرحب بكم في هذا البقاع المقدسة.

          أيها الإخوة المسلمون:

          إذا كنا في أي يوم من الأيام في حاجة إلى التعاون وإلى التضامن فيما بيننا، وإلى تلمس طريقنا إلى الهدى والرشاد، فإننا في هذه الفترة من الزمن أشد ما نكون إلى أن نتلمس من هذه الأهداف وهذه الغايات، لنصل إلى ما نصبو إليه من حفاظ على ديننا وعقيدتنا، وحفاظ على كرامتنا ومستقبلنا الذي نأمل، بحول الله وقوته، أن يكون خيراً من ماضينا.

          أيها الإخوة:

          لقد تحدثت في هذا المكان في الموسم الماضي، وذكرت لإخواني الذين كانوا يشرفوننا بحضورهم في هذا المكان، وكنت آمل أن لا يأتي هذا اليوم في هذا الموسم الجديد إلا ونكون قد وصلنا إلى ما نرجوه لأمتنا ولشعوبنا من عزة وكرامة واستعادة لحقوقنا المغتصبة ولكرامتنا المهانة.

          ولكننا، ولسوء الحظ، وقعنا في هذه المدة تحت صلف تنين، وهذا التنين هو الصهيونية العالمية. فإن الصهيونية أيها الإخوة، تسير اليوم العالم الذي في إمكانه أن يصل إلى ما يحقق العدالة والحق ولكننا، ولسوء الحظ، نرى أن الصهيونية العالمية قد تمكنت من أن تسيطر على الغرب وعلى الشرق، وسيطرتها على الغرب بما لها من نفوذ وبما لها من أساليب ملتوية خادعة، وسيطرتها على الشرق بما أحدثته للعالم من مبادئ هدامة ملحدة تتنكب لكل عقيدة ولكل أخلاق في العالم، ولذلك تمكنت من أن تدفع، إلى وقت ما، المحاولات التي كانت تجرى إلى استعادة الحق إلى نصابه، وإلى العودة إلى العدل والمساواة والحرية.


1. أم القرى العدد 2310 في 21 ذو الحجة 1389 الموافق 27 فبراير 1970

<1>