إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

         



          أيها الاخوة:

          جربنا في الأمم المتحدة، وجربنا مع الدول الكبيرة التي تتظاهر اليوم بمعالجة قضية الشرق الأوسط، ولكننا، ويا للأسف، وقعنا فيما قد قيل في السابق: "من جرّب المجرّب حلّت به النّدامة".

          لقد جربنا هذه القوى من أمم متحدة ومن دول عظمى في الماضي، فهذه الدول التي خلقت إسرائيل في عام 47م، ولم تلتفت إلى أبناء الوطن الذين شردتهم إسرائيل، واغتصبت أراضيهم وبيوتهم، وأهانت كرامتهم، هي اليوم تدعي أنها تنشد حلولاً يرضى عنها الطرفان. فيا سبحان الله! أين هذا المبدأ عنهم لما قرروا خلق إسرائيل ورفضوا كل محاولات العرب في ذلك الوقت لتفادي هذه النكبة؟ ففي ذاك الوقت لم يقيموا وزناً للطرف الثاني من المشكلة، واتخذوا سبيلهم رغماً عن كل النصائح وكل المحاولات التي بذلت لهم في وقتها. وفي يومنا هذا، يشترطون لإيجاد الحلول أن يوافق عليها كل الأطراف، فمن هم هؤلاء الأطراف؟‍‍‍‍‍‍!

          هناك طرف معتد غاشم ظالم متجبر، وهناك طرف مظلوم معتدى عليه مشرد عن بلاده ووطنه، فمن يريدون من هذه الأطراف أن يقول كلمته أو يبدي رأيه؟‍!

          أظنني لست في حاجة لأن أسرد لكم أيها الإخوة، ما جرى في هذه السنة، وما حدث، ولكنني أتذكر أنني قلت السنة الماضية: إن عدوان إسرائيل، قبل تقريبًا ثلاث سنوات، ليس العدوان الأول، وإنما هو توسع في العدوان. أما من ناحية العدوان كعدوان؛ فإن المنطقة تعيش في عدوان منذ أكثر من عشرين سنة تمادى فيه الفجور والطغيان الإسرائيلي أكثر، فتوصلوا إلى إحراق المسجد الشريف في القدس واستهانوا بكل المبادئ الإنسانية والأخلاقية، حتى أنهم تمادوا في غيهم إلى أن جعلوا، والعياذ بالله، من المسجد المقدس مسرحاً للعهر وللأخلاق الرذيلة، وهذا كله زيادة في النكاية وزيادة في إهانة الإسلام والمسلمين في جميع أطراف الأرض.

          أيها الإخوة الكرام:

          إننا، ولسوء الحظ، ننخدع في بعض الأحيان، إذا حاولنا أن ننتظر ممن ظلمونا أن يرجعوا عن ظلمهم وأن ينصفونا، ولهذا يجب علينا جميعاً أن نعتمد على الله، سبحانه وتعالى، في كل أمورنا وأن نعود لأنفسنا ونحاسبها على ما أصابنا من نكبات ومن مصائب، لأننا حقيقة، في السنوات الماضية، كثير منا من تحولوا، والعياذ بالله، عن عقيدتهم ودينهم وتشبثوا بما يتلقوه من أراء وأفكار ومباديء غربية كانت أو شرقية، ولكنها كلها تلتقي في نقطة واحدة وهي: محاولة هدم هذا الدين، والقضاء

<2>