إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

         



على هذه العقيدة الإسلامية؛ لأنهم يشعرون بأن الإسلام هو الحكم الوحيد الذي يقي أبناءه من شر عدوانهم ومكائدهم للمسلمين، ويضع كل المسلمين في أنحاء المعمورة تحت رحمة أعدائهم وتحت سيطرتهم. ولذلك فيجب علينا، قبل كل شيء، أن نعود إلى ما يجب علينا أن نعود إليه من المحافظة على ديننا وعقيدتنا وشريعتنا، وأن نقيم حدود الله في كل أراضينا، وأن نستعد للكفاح بكل ما أوتينا من قوة. قوة الإيمان والإخلاص قبل كل شيء، ثم بعد ذلك قوة الإصلاح والنهوض ببلداننا، وكل ما يتطلبه هذا الاستعداد من تقوية في أجهزتنا الدفاعية لنصل إلى حقوقنا بحول الله وقوته، رغما عن كل معتدٍ وكل مختال وكل جبار عنيد.

          أيها الإخوة:

          لست في حاجة أن أنبهكم إلى ما يجب عليكم أن تعملوه، ولكنني، من باب التذكير، أرى أن أول شيء يجب علينا القيام به؛ أن نثقف أنفسنا في عقيدتنا وشريعتنا وديننا، فالكثير منا الآن يجهل مزايا الشريعة الإسلامية والعقيدة الإسلامية؛ لأننا نمر عليها مرورًا سطحياً لم نتعمق في مزاياها ومنافعها وخيراتها للدنيا وللدين، وأنا على يقين ثابت أن إخوننا المسلمين في جميع الأقطار إذا تثقفوا بالثقافة الإسلامية وتفهموا معاني شريعتهم وعقيدتهم، سوف لن ينصاعوا إلى أي شعارات أو كلمات رنانة، أو ما يسمعونه كل يوم من أبواق التضليل والدجل التي تحاول أن تصرفهم عن عقيدتهم وعن إيمانهم، وأن تلوح لهم بأشياء براقة تخطف الأبصار، ولكن هذه الأشياء البراقة ما لها غير الدمار والخراب للبلاد والعباد في الحياة وفي الممات.

          إيها الإخوة:

          إننا ابتلينا في هذا الوقت بأعداء لا يرحمون، وابتلينا بمصالح متضاربة لدول لا تراعي إلا مصالحها وأهدافها، وما ترمي إليه من استعباد الشعوب والسيطرة على كل مواردها وثرواتها، وصرفها عن عقائدها ودينها وشرعيتها، كل ينادي بالعدل، وكل ينادي بالمساواة، وكل ينادي بالسلم والحرية، فيا سبحان الله! هل هذه النداءات طبقت فعلاً ؟ لم نر شيئاً من ذلك، وكل ما نراه حولنا في العالم من اضطرابات ومشاكل واعتداءات هي ناتجة عن الصراع العالمي بين الدول الكبرى وبين من ينتمي إليها أو يتبع ملتهم وطريقتهم، فلو عدنا إلى ديننا وإلى عقيدتنا وإلى مثلنا، لوجدنا أننا في المركز الذي يمكن أن يعطي للعالم نوراً يستضيؤون به ليهدوا إلى سبيل الرشد ويعودوا عن غَيِّهم الذي يتخبطون فيه.

          هناك، أيها الإخوة، مبدأ لا يمكن أن تنكره أي شريعة ولا أي مبدأ في العالم، هناك مبدأ المحافظة على الوطن وحرية تقرير المصير لكل شعب. فأمامنا الآن في منطقتنا شعب مشرد مهان مضطهد،

<3>