إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

         



يتلفت يمينا وشمالاً، ويرجو النجدة، ويأمل في إخوانه أن ينصروه، وهو لا يطالب بشيء إلا أن يعطى له حق العودة إلى وطنه وحرية تقرير مصيره. فهل في هذا الحق أي ظلم لأحد أو اعتداء على أحد؟!!

          ولكننا، مع الأسف، نرى كل القوى المتصارعة اليوم، القوى الكبيرة في العالم، تتجاهل هذا الحق، وتتجاهل هذه المبادئ، وتحاول أن تتلمس من الحلول ما يمكن العدو الغاشم من تنفيذ أغراضه وأهدافه، وليس فيهم من يتلفت إلى حق هذا الشعب في استعادة وطنه وحرية تقرير مصيره بنفسه.

          لقد بلغ بهذا الشعب المشرد المهان إلى أن يحاول الوصول إلى حل عادل. وقد أعلن إخواننا الفلسطينيون أنهم يقبلون بمبدأ التعايش في فلسطين بين المسيحيين والمسلمين واليهود. ولكن مع الأسف، القوى الغاشمة في العالم من غربيها وشرقيها، تتجاهل هذه التنازلات التي لم يكن في خلد واحد منا في يوم من الأيام أن نسمعها من فلسطيني ولكن ما يقاسونه من آلام ومن محن ومن إهانة حدا بهم إلى أن يقبلوا ما لم يكونوا يقبلوه قبل اليوم. ومع هذا، لم يلتفت إليها أحد، ولم ينظر إلى شكواهم أحد، فلم يبق أمام هذا الشعب إلا أن يلجأ لربه قبل كل شيء، ثم يلجأ لإخوته في العالم الإسلامي يستنجدهم ويستنهض غيرتهم وحميتهم أن ينقذوه مما هو فيه.

          والإنقاذ لا يكون إلا بتحقيق الإيمان بالله سبحانه وتعالى، والإخلاص في العمل، وتوحيد الكلمة، والسعي لما يحقق العدل والإنصاف لإخواننا المضطهدين المعذبين، ونحن لا نقول: إنه يجب أن نغفل ما عداهم من الناس، ولكننا نقول: يجب على هؤلاء الناس أن ينصرفوا لشأنهم، وأن يتركوا بلاد العرب للعرب، ومن منهم يريد أن يعايش العرب في بلادهم من المواطنين الأصليين في البلاد. فإخواننا الفلسطينيون قد قالوا كلمتهم لا يمانعون من أن يسمحوا لهم بمعايشتهم.

          في هذا اليوم يا إخواني؛ تتكرر الاعتداءات من العدو الغاشم على بلادنا العربية، وهي طبعاً بلادكم فلم يستكف العدو بأن احتل الأراضي العربية، وأنه سفك الدماء ولكنه كل يوم؛ كل مطلع شمس يكرر اعتداءاته ويعتدي على حياة الآمنين والمدنيين وغيرهم في داخل أوطانهم وليس على خط وقف إطلاق النار.

          حتى في هذا اليوم أغارت الطائرات الإسرائيلية على المصانع المدنية في أبي زعبل بمصر وقصفتها بالنابالم والقنابل المحرقة، فقتلت أكثر من خمسين، وجرحت أكثر من ستين، فماذا في أبي زعبل؟! ليس فيه إلا مدنيين ولكن هذا مما يدل على غرور وتجبر هذه الطائفة ومحاولتها إضعاف

<4>