وكسر نفوس إخواننا في البلدان المحيطة بإسرائيل، ولكن هذا مطلب سوف لا يتحقق فإنها مهما عملت إسرائيل ومهما حاولت فلن يثني ذلك العرب وإخوانهم المسلمين عن السعي في استعادة حقوقهم وإنقاذ كرامتهم المهانة، وتخليص أراضيهم من الاحتلال الغاشم.

          ولذلك فإني أدعو إخواني المسلمين دعوة مجددة، أن يهبوا لنصرة الحق وهو حقهم، ولنصرة العدل وهو العدل فيهم، فإنه لم يبق بعد اليوم أمل لا في أمم متحدة ولا في دول كبرى أن تنصاع إلى الحق أو إلى العدالة، ولكنها، مع الأسف، تتجاذبنا فيما بينها الأطماع، فلم يبق أمامنا إلا أن نباشر حل قضايانا بأنفسنا وأن نعيد حقوقنا بأنفسنا ولكن قبل هذا كله يجب أن نحقق الإيمان والإخلاص في نفوسنا إذا أردنا أن نصل إلى غايتنا التي نتطلبها.

          إنني أيها الإخوة لأرى في العالم اليوم اتجاهاً إلى نسف كل المبادئ وكل المثل العليا وكل عقيدة تنتمي إلى الله، سبحانه وتعالى، فإنني أدعوكم يا إخواني أن تحصنوا أنفسكم أمام هذه المبادئ الهدامة بأن تقووا إيمانكم بربكم وإخلاصكم له، وأن تعضوا على شريعتكم وعقيدتكم بالنواجذ، حتى لا تبلغ هذه التيارات فيكم رغبتها وما تصبو إليه، وإنني أدعو الله، سبحانه وتعالى، أن يوفقنا جميعاً لأن نسلك سبيل الحق والرشاد، وأن يهدينا إلى سواء السبيل، ويرزقنا الاستقامة عليه. وإني لأرجو لكم حجاً مبروراً وسعياً مشكوراً.

          والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

<5>