إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

         



          إننا لو نظرنا بعمق إلى ما يسود العالم اليوم من اضطراب ومشاكل من المبادئ التي تحاول الانتشار والسيطرة على العالم لوجدنا أن منشأها كلها جميعاً هي: الصهيونية العالمية إن هذه المبادئ والتيارات لا تستهدف المسلمين وحدهم، ولكنها تستهدف كل شعوب العالم، وكل العقائد التي تؤمن بالله، ولذلك فإنه واجب مفروض على كل من يؤمن بالله أن يتعاون مع إخوانه المؤمنين بالله للوقوف في وجه هذه التيارات وهذه المبادئ التي تهدد العالم اليوم، إن أمامنا اليوم حالتين بارزتين في المجتمع الدولي وهما:

          الحالة في الشرق الأوسط، والحالة في جنوب شرق آسيا، في الهند الصينية ـ أما في الشرق الأوسط فإن هناك زمرة من الناس يمثلون الصهيونية العالمية يحاولون أن يقيموا كياناً ودولة على أنقاض إخوان لكم في البلاد العربية ويحتلون أراضيهم ويلوثون مقدساتنا جميعاً لأجل أن يبسط نفوذهم على المنطقة كلها.

          إنه لم يسبق في تاريخ العالم أن أتت زمرة من الناس، أو شعب من الشعوب، أو دولة من الدول واحتلت أراضي شعب من الشعوب وشردته من أراضيه، ومن بيوته، ومن وطنه لتقيم لنفسها كياناً على هذه الأنقاض، إنه يوجد اليوم في العالم من يدعو إخوانكم العرب أن يقيموا سلماً وصلحاً مع إسرائيل، التي تمثل الصهيونية العالمية. فكيف يمكن للعرب أن يقبلوا على أنفسهم أن يقيموا صلحاً أو سلاماً مع جماعة من الناس انتهكوا حرماتهم، واحتلوا أراضيهم، وشردوا إخوانهم من أراضيهم وبيوتهم، ويحاولون التوسع في هذا الاحتلال الغاشم. وبهذه المناسبة أتذكر بأنه قبل ثلاث سنوات أو أكثر بشيء قليل كنت في إنجلترا وسألني أحد الصحفيين كيف أرى الحل لقضية فلسطين؟ فأجبت على ذلك بأن الحل الوحيد للقضية هو أن تتخلى الصهيونية العالمية عن محاولة إقامة دولة يهودية في قلب البلاد العربية.

          إنه لم يسبق للعرب أن اضطهدوا اليهود، أو حاربوهم، أو اعتدوا على حقوقهم. بل بالعكس حينما وصل إخوانكم المسلمون العرب إلى غرب شمال أفريقيا وإلى جزء من أوروبا خلصوا اليهود من اضطهاد الأوروبيين لهم، ونرى اليهود اليوم يكافئون العرب على هذا العمل بأن يحتلوا أراضيهم ويشردوا أبناءهم، ويلوثوا مقدساتهم، ويدوسوا كرامتهم، وإننا أيها الإخوة: لا يمكن أن ننسى وقوف هذا البلد الشقيق رئيساً، وحكومة، وشعباً إلى جانب إخوانهم العرب في محنتهم الحاضرة.

          وأما ما يجري اليوم في الهند الصينية فهو لا يختلف شكلا عما يجري في الشرق الأوسط، هو أن محاولة بعض الشعوب أو بعض الدول، التدخل في شؤون الدول أو الشعوب الأخرى، والحل الوحيد لهذه المشكلة هو أن تنسحب كل الدول أو كل القوى التي تتدخل في شؤون الآخرين إلى أراضيها

<2>