إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

     



وبلادها، وتترك لكل شعب حرية تقرير مصيره كما يتراءى له. إن حرية تقرير المصير لكل شعب بنفسه هو حق طبيعي وقد أكدته الأمم المتحدة في ميثاق حقوق الإنسان، فإذا لم يتراجع العالم اليوم عن محاولة الاعتداء على حقوق الغير، وترك حرية تقرير المصير لكل شعب بنفسه، فإن الاضطرابات والمشاكل لن تنتهي من العالم. لقد أخذت هذه المبادئ في ميثاق الأمم المتحدة، وفي ميثاق حقوق الإنسان، ولكننا لسوء الحظ، نرى من أكدوا هذه المبادئ ووقعوا عليها لم يحترموها تمام الاحترام. ولذلك فإن علينا أيها الإخوة كمسلمين أن نتمسك قبل كل شيء بعقيدتنا وإيماننا بالله، وأن نتعاون ونتعاضد على الدفاع عن أنفسنا بكل ما أوتينا من قوة.

          وإننا لندعو كل المؤمنين بالله، والساعين لخير البشرية أن يتعاونوا معنا في هذا السبيل. فإذا تحقق لنا هذا الهدف وآمن به كل من يهمه الأمر، فإننا يمكن أن نحقق للبشرية سلامًا دائمًا وتعاونًا مستمرًا ونسعى لخير الجميع.

          أما ما يتعلق بعلاقات البلدين، والشعبين، والحكومتين في إندونيسيا الشقيقة، والمملكة العربية السعودية، فإنني ليس في حاجة لأؤكد ما يربط هذين البلدين، والشعبين، والدولتين من روابط أخوية صميمة ذات جذور قديمة. وأسأل الله أن يديم علينا هذه النعمة، وأن يوفقنا لتحقيق كل ما نصبو إليه إنه على كل شيء قدير.

          وإني أؤكد لكم أيها الأخوة، بأن إخوانكم في المملكة العربية السعودية سيلتزمون بهذا الهدف، ويسعون إلى توثيق هذه الروابط بكل ما أوتوا من قوة، وإنني على يقين ثابت بأن إخواننا في هذا البلد الشقيق سيكونون أكثر منا سعياً لهذه الغاية، إن شاء الله، وإنني أكرر شكري لدولة الرئيس ولكم أيها الإخوة حينما أتحتم لي هذه الفرصة للقائكم في هذا المقر الكريم، وأرجو الله، سبحانه وتعالى، أن يديم علينا نعمة الإسلام، وأن يحقق لنا كل ما نصبو إليه من تقدم، وازدهار، وتطوير بلداننا إلى ما يجعلها مؤهلة لبلوغ المقام اللائق بها بين البشر، إن شاء الله، وإني لأرجو من إخوتي في هذا البلد الشقيق أن يسعوا للوحدة الوطنية، وتكاتف جميع الطوائف والعناصر فيما فيه صالح هذا البلد وهذا الشعب الكريم، لأن هذا هو الطريق الوحيد الذي يحقق لنا كل ما نصبو إليه، وأن لا نترك مجالاً للأهداف أو للاغراض الأجنبية أن تبذر بذور الشقاق فيما بيننا، وأن تجد لها ثغرات تدخل منها إلى صفوفنا لأن الله، سبحانه وتعالى، قد أمرنا بالوحدة حينما قال سبحانه وتعالى: وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلا تَفَرَّقُوا (آل عمران:103).

          والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.


<3>