إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

 



كلمة الأمير فيصل في اختتام الدورة السابعة والثلاثين
لمجلس جامعة الدول العربية(1)

          معالي الرئيس

          يسرني في هذه اللحظة، التي هي بالنسبة لنا لحظة ألم لفراقكم، أن أتقدم إلى معاليكم، وإلى معالي الأمين العام، وإلى إخواني رؤساء الوفود العربية، بجزيل الشكر على ما أظهرتموه من مشاعر نبيلة تجاه هذا البلد، الذي هو بحق بلدكم، وإنني باسم جلالة الملك المعظم أشكركم جميعاً على ما تفضلتم به. وإنّ ما لقيتموه في هذا البلد ليس من قبيل الحفاوة والإكرام، فإن صاحب المكان لا يكرم في بيته، فأنتم بين إخوانكم وأهليكم وفي بلدكم، أو على الأصح في بيتكم الخاص، فهذه البلاد ملكاً وحكومة وشعباً لا تعتبر نفسها إلا من العرب، وإليهم، في شتى الاتجاهات، وفي جميع النواحي، ولا تشعر في ذلك بفضل لها أو مِنَّة، وإنما تعتبره فرضاً عليها، لأنها منبع العرب، وهي بحق في خدمة العرب، أينما كانوا وحيثما حلُّوا، وأرجو الله، سبحانه وتعالى، أن يجعل من هذه الخطوة التي خطوتموها في هذه البلاد فاتحة عهد جديد، لتماسك الأمة العربية حكومات وشعوباً، وتضافرها، وتساندها في معالجة قضاياها، التي، كما تفضل أكثر الزملاء، لا تزال مُعَلَّقة، وستجدون من هذه البلاد، ملكاً وحكومة وشعباً، أول من يلبي نداء الواجب في أي اتجاه كان في خدمة العروبة، وفي خدمة الوطن العربي. وأسأل الله تعالى ألا تكون هذه آخر زيارة لكم لبلادكم، لمشاركة أهلكم وذويكم في الأفراح بمقدمكم الميمون، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.


 


1. أم القرى العدد 1914 في 2 ذو القعدة 1381 الموافق 6 أبريل 1962

<1>