إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

     



كلمة الفيصل في الحفل السنوي لمؤسسة النقد السعودي (1)

         بسم الله الرحمن الرحيم

         سعادة المحافظ :

         أيها الإخوان، إنه ليسرني أن أشكر سعادتكم على ما تفضلتم به من إيضاحات جعلت الإخوة يكونون على علم كامل بما تقوم به أمتنا، وشعبنا، وحكومتنا من مساع في خدمة ديننا، ووطننا، وأمتنا. ولا شك أن الإيضاحات التي تفضلتم بها تجعلني في موقف لا يمكنني الدخول في التفاصيل لأنكم قدمتم كل ما فيه الكفاية. عما توصلت إليه بلادنا بتوفيق الله، سبحانه وتعالى، من تقدم وتطور من الناحية الاقتصادية، والصناعية، والإنتاجية. وأملنا بالله، سبحانه وتعالى، أن يستمر هذا التقدم وهذا التطور وأن يكون الهدف الأساسي فيه هو خدمة الدين والأمة والوطن.

         ولا شك أن ما تقوم به بلادنا حكومة وشعباً من مساعدات لإخواننا من العرب والمسلمين فهذا من واجبنا ومفروض علينا الذي يجب علينا أن نشكر ربنا، سبحانه وتعالى، إذ وفقنا للقيام به.

         ومما لا يحتاج إلى إيضاح ما تتعرض له اليوم بلادنا العربية والإسلامية وشعوبنا من نكبات وكوارث تعرض أمنهم واستقرارهم وحريتهم.

         ومن أبرز الأحداث.. ما يتعرض له شعبنا الفلسطيني اليوم ما تتعرض له البلاد العربية من اعتداءات وكوارث، ولسوء الحظ، أننا لا نجد الآن في العالم من يهتم لهذه الأمور بما تستحقه من اهتمام لتحقيق العدالة والحق والإنصاف.

         وأقرب مثل على ذلك الأحداث التي حدثت أخيراً، مثلاً حدثت أحداث في "ميونيخ" وهي أحداث من أفراد ضد أفراد فثار العالم بأجمعه، ووجه انتقادات وتهجمات على العرب. ولكن لما اعتدت إسرائيل المجرمة على الوطن العربي، وقتلت مئات الناس خربت القرى المساكن والمخيمات ومساكن اللاجئين وقتلت النساء والأطفال والعجزة، لم نسمع أي صوت من العالم يشجب هذه الاعتداءات.

         ومثل ما ذكر دولة الأخ صائب سلام اليوم، أول أمس، "انهالت التعازي على إسرائيل لما قتل منهم أحد عشر شخصاً في "ميونيخ". ولكن لما قتل مئات الناس من العجزة والنساء والأطفال وتكرر العدوان على البلاد العربية لم نسمع أي تعزية أو مواساة من أي بلد في العالم. وهذا مما يوجب


1. أم القرى العدد 2439 في 7 شعبان 1392 الموافق 15 سبتمبر 1972

<1>