إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

     



الملك فيصل يرتجل خطاباً في الجمعية الوطنية النيجرية (1)

         صاحب الفخامة:

         دولة رئيس الجمعية الوطنية:

         أيها الإخوة الكرام:

         أحييكم تحية الإسلام. إنه ليسرني كما تفضلتم به من بيانات وشرح للتاريخ الإسلامي وللأهداف والمقاصد الإسلامية، أن أتقدم بخالص التقدير والامتنان. ومما لا شك فيه أن من يتفهم بالعقيدة الإسلامية ويرغب في التمشي على ما فيه مصلحة الإنسان في الدنيا وفي الآخرة، فهو لن يتأخر عن اعتناق الدين الإسلامي، ومما هو ثابت أن الله، سبحانه وتعالى، بعث نبيه محمدًا، عليه الصلاة والسلام، لإنقاذ البشرية وتوجيههم الاتجاه الصحيح لما فيه مصالحهم في دنياهم وآخرتهم، ومما هو ثابت في التاريخ أن إخواننا في أفريقيا حينما بلغتهم الدعوة الإسلامية اتجهوا إلى اعتناق الدين الإسلامي بدافع من رغبتهم في طاعة الله، سبحانه وتعالى، واتخاذ السبل لما فيه مصلحتهم في دينهم ودنياهم. وبالرغم من كل ما تعرض له إخواننا المسلمون في أفريقيا من ضغط وتعسف من قبل الصهيونية العالمية مستخدمة في ذلك الاستعمار الذي مر على أفريقيا، فلا زال إخواننا المسلمين في أفريقيا يتمسكون بعقيدتهم مكافحين ومناضلين في وجه كل من يتعرض لصرفهم عن عقيدتهم ودينهم. ومما يجب علينا كمسلمين أن نسعى قبل كل شيء إلى تفهم عقيدتنا وتشريعنا ثم التمسك بما أمر به ربنا، سبحانه وتعالى، على لسان نبيه، عليه الصلاة والسلام، إنَّ كل ما يسعى له أعداء الإسلام من إيجاد بعض التشكيك أو التشويه أو تشويه الأحكام والأسس الإسلامية لا يمكن أن يضلل إخواننا المسلمين، إن شاء الله، وربنا، سبحانه وتعالى، حينما بعث نبيه محمدًا، عليه الصلاة والسلام، بعثه للعالم أجمع ولم يختص به أقلية أو شعباً أو بلداً، وكما قال سبحانه وتعالى إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الإِسْلامُ (آل عمران:19)، وقال سبحانه: وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِين (آل عمران:85). ومن المعلوم أن عقيدتنا الإسلامية تقتضي منا أن نؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله وجميع ما احتوته الرسالات التي سبقت ابتعاث محمد، عليه الصلاة والسلام، التي أوجدها الله، سبحانه وتعالى، في قرآنه الكريم وفي سنة نبيه، عليه الصلاة والسلام، وكل من يعتنق الإسلام فهو مؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله. ومما هو معروف أن اليهود حاربوا رسل الله، سبحانه وتعالى،


1. أم القرى العدد 2449 في 25 شوال 1392 الموافق 1 ديسمبر 1972

<1>