إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

         



وقتلوا أنبياءه وحاولوا أن يحطموا كل رسالة أتى بها رسول من رسل الله عليهم الصلاة والسلام، وهذا معروف كما فعلوه في أيام سيدنا موسى، عليه السلام. وفي أيام سيدنا عيسى، عليه السلام، لمن حاربوهم وخالفوا في ما أتوا به من الله، سبحانه وتعالى، وقاموا بتحريف وتضييع كل الأسس والمبادئ والديانات التي أتى بها أنبياء الله ورسله، فلما أراد الله، سبحانه وتعالى، أن يبعث نبيه محمداً وأن يجعله خاتم النبيين فقد أنزل كتابه الكريم المحتوي على كل ما جاء به الأنبياء من قبل وتكميل كل ما كان ناقصا أو غير مفهوم في سابق الزمن.

        إن كل ما شرحتموه معاليكم عما قام به إخواننا في أفريقيا من خدمة لدينهم ونشر للإسلام، فهذا مما يستوجب على كل مسلم أن يقدر ما لإخواننا في هذه البلاد من مساع كريمة، وجهود نبيلة في سبيل عقيدتهم ودينهم، وإن عقيدتنا تقتضينا أن نتضامن فيما بيننا ونتكاتف ونتعاون في كل ما فيه التمسك بديننا وعقيدتنا والتآخي فيما بيننا ونشر العدل والحق والمساواة بين المسلمين، ويقضي علينا ديننا وعقيدتنا أن نقف في وجوه كل من يسعون إلى تحطيم الإسلام والمسلمين. وإن تاريخ الإسلام لواضح جدا بأن المسلمين لم يقوموا بأي اعتداء على غيرهم، ولكن هذا لا يعني أن يتساهلوا أو يستسلموا لمن يقوم بالاعتداء عليهم، لأن الله، سبحانه وتعالى، فرض على المسلمين الجهاد والكفاح في سبيل تثبيت عقيدتهم ودينهم واستقرارهم وأمنهم. ومما هو واضح اليوم أن أكبر أعداء الإسلام هم اليهود، كما قال سبحانه وتعالى: لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ ءامَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا (المائدة:82) وهم الذين يسعون اليوم بمبادئهم التي اخترعوها من مبادئ هدامة ومنحرفة عن الإيمان بالله والتمسك بالعقيدة. والقصد من هذا كله محاربة كل المؤمنين بالله، لأن هذه المبادئ الملحدة التي أوجدتها الصهيونية العالمية لم يوجد مثلها في أول التاريخ على ما كان عليه بعض الناس من كفر وإشراك بالله سبحانه وتعالى، لأن الكفار والمشركين قبل الإسلام الذين يعبدون الأصنام والأوثان، يقولون ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى. وإنما المبادئ الهدامة الأخيرة التي اخترعتها الصهيونية العالمية فهي تنكر وجود الله، سبحانه وتعالى، ولذلك فإنه يجب على كل مسلم وكل مؤمن بالله أن يبتعد عن الصهيونية العالمية، وأن يبعدها عن نفسه، وأن ما يقوم به شعب النيجر الشقيق لخدمة دينه وعقيدته لما يستوجب الشكر والامتنان من قبل جميع إخوانهم المسلمين. إننا نرجو الله، سبحانه وتعالى، لإخواننا في هذه البلاد بقيادة فخامة الرئيس المؤمن بالله كل توفيق وكل نجاح وكل تقدم إن شاء الله.

<2>