إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

 



كلمة الفيصل ردًا على كلمة رئيسة بلدية باريس (1)

         صاحبة السعادة رئيسة بلدية باريس، أيها الأصدقاء: إنه ليسرني أن أتقدم إليكم بعظيم شكري وامتناني لكل ما تفضلتم به من حسن استقبال ومن مشاعر نبيلة تجاهنا وأصدقائكم. إنه من دواعي سرورنا أن تكون العلاقات بين بلدينا وشعبينا على أحسن ما يرام في جميع المجالات وكل النواحي، وإني لأشكر حضرتك على كل ما ذكرتيه عن المملكة سواء في تطورها وتقدمها أو فيما يتحلى به شعبها من المحافظة على صداقة أصدقائه في هذا البلد النبيل، فكل المصالح متبادلة فيما بيننا. إن كل ما تسير عليه المملكة اليوم هو بلا شك يسير على المخططات التي وضعها جلالة الملك عبدالعزيز رحمه الله. وإنني ليسرني أن أقول بهذه المناسبة: إن توثيق العلاقات بيننا وبين أصدقائنا في هذا البلد هي كذلك من توجيهات جلالته. وقد ثبت لشعب المملكة أن توجيهات جلالته في توثيق العلاقات مع فرنسا كانت من أهم الأمور التي تكون في خدمة مصالح المملكة وشعبها. ومما لا شك فيه أنه كما تفضلتم أن شعب المملكة يتمسك بدينه ودستوره القرآن الكريم، وهذا مما يقتضي منه أن يحافظ على حسن العلاقات والتجاوب مع كل أصدقائه خاصة في هذا البلد العزيز. وكذلك إن ديننا ودستورنا القرآن الكريم يقضي علينا بأن نقوم بكل ما يجب علينا في خدمة بلدنا ووطننا في كل الأحوال سواء العلمية، أو الصحية، أو الأمن والاستقرار، وإيجاد الحياة المريحة لمواطنينا. وإنني لأرجو أن تزداد العلاقات بين بلدينا وشعبينا توثيقاً وارتباطاً لكل ما فيه مصلحة البلدين والشعبين. ومما يوجب تعاوننا وتكاتفنا فيما بيننا أن نكون كذلك نهدف إلى تحقيق العدل والحق في جميع أنحاء العالم والمحافظة على حقوق الشعوب والبلدان. وأرجو أن نصل إلى ما نهدف إليه جميعاً من إزالة كل المشاكل والحوادث الموجودة اليوم في العالم وخاصة في الشرق الأوسط بإعادة الحق إلى نصابه وإزالة كل آثار العدوان التي حدثت في البلاد العربية. وإن واجبنا جميعاً يفرض علينا أن لا نترك مجالاً لمن يريد العدوان أو يقدم على ما يضر الآخرين أن يستفيد من وراء اعتداءاته أو أن يترك له المجال للاستمرار في هذه الاعتداءات، وإنني فيما أقوله الآن أعبر عن ثقتي وثقة إخواننا العرب في أصدقائهم في هذا البلد لتحقيق العدالة والحق المعتدى عليه. وإنني لأدعو الله، سبحانه وتعالى، أن يمن علينا بتوثيق العلاقات فيما بيننا والتعاون والتكاتف لكل ما فيه مصلحة بلدينا وشعبينا وما فيه مصلحة البشرية أجمع وإني أكرر شكري وامتناني لما لقيناه من حسن استقبال وحفاوة وإكرام من أصدقائنا في هذا البلد النبيل وعلى رأسهم فخامة الرئيس المحترم وأرجو أن تتقبلوا مني شكري وامتناني.

         والسلام عليكم ورحمة الله.



1.  أم القرى العدد 2472 في 15 ربيع الثاني 1393 الموافق  18 مايو 1973

<1>