إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

     



تحية الفيصل إلى الشعب والجيش في جمهورية مصر العربية (1)

        وجه جلالة الملك فيصل قبل مغادرته جمهورية مصر العربية التحية التالية إلى شعب مصر الشقيق.

        أيها الشعب العربي في أرض الكنانة:

        يسعدني قبل أن أغادر هذا البلد العريق المضياف أن أبعث بتحياتي القلبية المشفوعة بالشكر لكل فرد من أفراد الشعب المصري، ولكل جندي من قواته المسلحة، لما لقيته من حفاوة بالغة وما لمسته من مشاعر نبيلة نحوي شخصيا ونحو بلادي التي تربطها بمصر العزيزة أقوى الروابط وأمتنها، راجياً من المولى العلي القدير أن يمن على الأمة العربية بالنصر والتأييد، وشاكراً فخامة الأخ الرئيس محمد أنور السادات، الذي أتاح لي هذه الفرصة التي كنت أتطلع إليها لتهنئتكم بنفسي على ما حققتم من نصر ولأشكركم على ما بذلتم من تضحيات رفعتم بها رأس العرب عالياً، وأعدتم لهم عزتهم.

        أيها الشعب النبيل: إن الاستقبال الرائع الذي قوبلت به في القاهرة والإسكندرية وفي جميع المدن التي مررت بها ترك في نفسي أجمل الأثر، وستبقى ذكراه ماثلة أمامي، لأنه صادر عن القلب ومعبر تعبيراً صادقاً عن عمق روابط العقيدة، التي تربط شعب جمهورية مصر العربية بشقيقه شعب المملكة العربية السعودية.

        أيها الإخوة: لقد عدنا إلى ربنا فأيدنا الله ونصرنا موفيا بذلك بوعده الذي قطعه على نفسه، فقال تعالى: وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ (الروم:47)، فعلينا إذن أن نتمسك جميعا بحبل الله المتين، لتثبيت ما حققناه من نصر ولمواصلة الخطوات الرامية لتحرير الأرض والمقدسات.

        أيها الجندي الباسل: إن ما شاهدته في سيناء، وما سمعته من بطولات قامت بها القوات المسلحة المصرية بأسلحتها الثلاث البرية والجوية والبحرية أثارت إعجابي واعتزازي. فلقد ضربت في حرب رمضان أروع مثل في الفداء والتضحية، فحطمت قلاعا حصنت بآخر ما توصل إليه علم التكنولوجيا الحديث، بحيث لا يمكن لصواريخ الطائرات ولا لقنابل المدافع أن تنال منها أو تؤثر فيها، فكان لابد أن تتصدى لها بصدرك، مزوداً براسخ إيمانك، وصدق عزيمتك، معتمداً على الله، وواضعاً نصب عينيك الفوز بإحدى الحسنيين النصر أو الشهادة، فثبت الله أقدامك، وأيدك بنصر من عنده.


1. أم القرى العدد 2536 يوم الجمعة 21 رجب 1394 الموافق 9 أغسطس 1974.

<1>