إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

         



كانت الرجعية في الخدمات الصحّية وفي العمران لهذه البلاد، فنحن نفتخر بأننا رجعيون، أمّا إذا كانت الرجعية ـ كما في عرفنا نحن ـ هي الظلم والاستبداد، وكبت حريات الناس، وسلب أموالهم، والاعتداء على أعراضهم، والتحلل من الأخلاق؛ فهذه هي رجعيتهم التي يعيشون فيها كما نراها نحن ـ أيها الإخوان: لقد قامت هذه الدولة على أسس؛ أولها: الأساس الإسلامي، وتحكيم كتاب الله وسنة رسوله، وثانيها نشر العدالة بين المواطنين التي يتساوى فيها الملك وأصغر واحد من أبناء الشعب، وثالثها نشر العلم الصحيح بين أبناء هذه الأمة، للنهوض بها للمستوى اللائق بها. وقد قامت هذه الدولة في هذا السبيل بما تعرفونه عنها، فنحن الآن نفتح كل ثلاثة أيام مدرسة، وقد عممنا التعليم في أرجاء المملكة من أولها إلى آخرها، في كل مدينة، وفي كل قرية، وبين أفراد البادية الرحل. أما من الناحية الصحية فقد ضمنت الدولة الصّحة للمواطنين بما تقدر عليه، وكل هذا مجاناً، وحتى صرف الدواء فهو مجاناً للمواطنين. وفاتني أن أقول لكم. إن التعليم مجاناً في كل مراحله، بل زيادة على هذا فالدولة تدفع مكافآت الفصول وبعض البعثات، فإذا كانوا يتغنون اليوم بأنهم أوقفوا بعض مصاريف الدراسة، فنحن منذ خلقنا ونحن مؤمِّنون للتعليم والعلاج. أما من الناحية الاجتماعية، فإن نظام الضمان الاجتماعي قد ضمن لكل مواطن تأمين معيشته إذا لم يكن له مورد رزق آخر، متساو في ذلك الرجل والمرأة، والطفل والشيخ الكبير، أيها الإخوان: هذا بعض ما أنجز، أما ما سينجز فإن حكومتكم ساعية بأوسع الخطى، وكل ما ورد في البيان الوزاري سيحقق، بإذن الله، بأقرب فرصة ممكنة. لقد تساءل بعض الإخوان وبعض المواطنين عن جملة وردت في البيان الوزاري وهي موضوع الترفيه البريء. فما هو المقصود بالترفيه البريء؟ إذ كان الترفيه البريء هو الكباريهات، وفتح المراقص، وفتح الخمارات، وفتح دور القمار؛ فنحن لا نقبل هذا ولا نقرّه، أما الترفيه البريء الذي نعرفه ونقصده فهو كل ترفيه، وكل تسلية لا تتعارض مع دين الله، ولا مع الآداب الشرعية، فنحن نقرها ونشجعها، ونساعد عليها. أيها الإخوان: من كان يريد الله ورسوله فنحن معه، ومن كان يريد الكفر، والإلحاد، والضلال، والانحلال الأخلاقي فنحن ضده.  

أيها الإخوان:

          كونوا مع الله يكن الله معكم. كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ (آل عمران:110)، فعودوا إلى حالتكم لمّا نزلت هذه الآية. وليست العودة المقصود بها المأكل والملبس، ولكن القصد منها هو العقيدة والإيمان بالله، حافظوا على دينكم، حافظوا على أخلاقكم، حافظوا على مروءاتكم، حافظوا على وطنيتكم، تكسبوا النصر، وتقودوا الأمم كما قدتموهم في سالف الزمن. أيها الإخوان؛ نحن لسنا في حاجة أن نستورد تقاليدنا من الخارج، وقد كان لنا تاريخ، وقد كان لنا ماضٍ مجيد، وقد قدنا العرب، وقدنا العالم،. فبماذا قدناهم بكلمة الله وتوحيد الله وسنّة رسوله. أيها الإخوان؛ أنتم في غنى عن أن تستوردوا من الخارج أو تقلّدوا غيركم؛ فلديكم ما يغنيكم من تراثكم، ومن عقيدتكم، ومن

<2>