إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

     



طيب أخلاقكم، ومن كرم محتدكم، فمن كان يريد أن يكون عبداً ذليلاً، وتابعاً لغيره، فله ما أراد، أمّا نحن فلا.

أيها الإخوان:

          ربما يظن أحد أن بيننا وبين من يعادوننا أو يتهجمون علينا، مشكلة، فما هو المشكل بيننا وبينهم؟ هل اعتدينا عليهم؟ هل خذلناهم في موقف من مواقفهم؟ هل حجبنا عنهم مساعداتنا؟ ، حاشا.. ولكنهم يريدوننا عبيداً، ويريدوننا أذلة، ويريدون أن ينتزعوا أغلى شيء من حياتنا، وهي عقيدتنا في الله. فمن كان يريد هذا فليتفضل، وليذهب لهم ونحن نعده بأن نسهل له طريق الذهاب، أمّا من كان يريد الله ورسوله وكتابه، ويريد خدمة هذا الوطن العزيز، ويريد خدمة أبنائه؛ فليقم بما يجب عليه من خدمة كاملة؛ سواء كان في جهاز الدولة أو في مؤسسات الشعب، أو فرداً في سلاحه، أو صانعاً في مصنعه، فلكل واجبه، ولكل مسؤوليته تجاه هذا الشعب، وهذه البلاد الكريمة. أيها الإخوان؛ لقد انتهى زمن التواكل، وانتهى زمن الانحلال، وانتهى زمن الترفيه والكسل، فمن كان يؤمن بالله ثم، يؤمن بهذا البلد، وهذا الشعب العزيز فليخدم بلده، وليخدم شعبه، وليقم بما يجب عليه. نحن نسمع من ينتقد، نحن نسمع من يعترض، نحن نسمع من يناقش، ولكن يجب أن يكون الانتقاد، وأن يكون الاعتراض، وأن تكون المناقشة بناءة هادفة لا هادمة، ولا لأغراض شخصية. وأبوابنا مفتوحة، وأوقاتنا تحت تصرف هذا الشعب، فمن كان له شكوى، أو من كان له ملاحظة أو من كان له رأي، فليتفضل، وليبده بكل حرارة. أمّا من يريد الظهور على حساب غيره، أو يريد المكسب البارد، أو يريد المديح، فليس لنا فيه شأن وستتخذ ضده إجراءات حازمة. فمن كان يريد الحق فنحن معه، ومن كان يريد الباطل فنحن ضده. وأرجو الله أن يوفقنا وإياكم لما فيه الخير، وأن يجعلنا هداة مهتدين، وأن يوفقنا لبناء هذا الوطن على أسس ثابتة متينة، لا يأتيها الباطل من بين يديها ولا من خلفها.

          والسلام عليكم.


<3>