إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

         



اليمن، تبقى منطقة محرمة لا يأتيها إلا المراقبون الدوليون وتحت إشرافهم وتكون مهمة هؤلاء المراقبين الإشراف على تحقيق انسحاب الجيوش المصرية من اليمن بمعداتها.

          فإذا مَنَّ علينا ربنا سبحانه وتعالى ووفق لإتمام هذه الاتفاقية، فستكون نهاية مأساة شعب شقيق قاسى الأمرين من القتل والتشريد والإحراق والهدم والنسف.

          أيها الإخوة الكرام: إننا لا نعتبر في هذا الموقف أحداً من الأطراف منتصراً وآخر مهزوماً، ولكننا نعتبر أن الله سبحانه وتعالى قد وفقنا إلى تدارك سفك الدماء، وخراب البلاد، وانتشار الفوضى، وإشعال الفتنة بين أبناء العرب. وهذا كل ما نتمناه، والنصر من عند الله، وليس لأحد انتصار، وإنما الانتصار لكم أيها العرب جميعاً سواء في السعودية، أو في مصر، أو في اليمن، أو في العراق، أو في سورية، أو في المغرب، أو في أي قطر عربي.

          أيها الإخوة الكرام: إننا نمد أيدينا ونفتح صدورنا لإخواننا العرب بكل ما في هذه الكلمة من معنى، وإننا لعلى أتم استعداد للتعاون معهم، إلى أقصى حدود التعاون، وإننا على استعداد للوصول إلى الغاية المرتقبة بحول الله، وهي الوحدة العربية الشاملة، وإننا لا يمكننا بأي حال من الأحوال أن نتناسى ما لهذه البلد من صفة إسلامية قدسية، تفرقها عن كل شقيقاتها العربيات، لوضعها الجغرافي، ولوجود مقدسات المسلمين فيها، ونحن نقدس الإسلام قبل كل شيء، ونحن نخدم الإسلام قبل كل شيء، ونحن نعتبر أن الإسلام هو ركننا الركين الذي لا نستبدله بأي شيء آخر.

          أيها الإخوة الكرام: إن الله سبحانه وتعالى قد شرفنا وكرمنا بأن مَنَّ علينا وجعلنا خدمة لهذه الأماكن المقدسة، ولذلك فإن من واجبنا أن نتمسك بهذا الشرف وأن لا نفرط فيه، وأن نبذل فيه الدم والمال والعرق.

          أمَّا قوميتنا العربية فإنه من تحصيل الحاصل أن يقول العربي، ويستشهد بشيء من الأشياء ليدلل على أنه عربي. فالقومية العربية ليست مذهباً، وليست عقيدة، وإنما هي جنس ودم ولغة ومولد.

          أيها الإخوة الكرام: نحن كما قدمنا نمد أيدينا ونفتح قلوبنا لإخواننا العرب للسير معهم لأقصى مدى، ونحن نعتبر هذا من أول واجباتنا، ولست في حاجة لأسرد ما قامت به هذه البلاد، وشعب هذه البلاد في كل المجالات من القضايا العربية العامة، فإن هذا محفوظ في قلب العرب، ومسجل في التاريخ، ولا يمكن أن يحاول أحد محوه من رؤوس العرب.

          أيها الإخوة الكرام: هذه سياستنا العربية، وهذه سياستنا الإسلامية، وأمَّا سياستنا الدولية فهي قائمة على الصداقة لمن صادقنا، والتعاون مع من أراد أن يعاوننا على أساس تحقيق مطالب هذا البلد، ومنفعة شعبه، والرقي به إلى المدى اللائق به.

          أيها الإخوة الكرام: نحن دستورنا القرآن، وشريعتنا شريعة محمد صلوات الله وسلامه عليه، ونظامنا هو ما قام على مصلحة البلد، مما لا يتعارض مع أسس هذا الدين وهذه الشريعة.

          أيها الإخوة: في هذه المناسبة أحببت أن أذكر لكم شيئاً مما قامت به وتقوم به حكومة جلالة الملك في سبيل خدمة هذا الشعب ورقيه.

          اسمحوا لي أيها الإخوة، أن أراجع بعض الأرقام؛ لأن الحافظة لا تتمكن من أن تحفظ كل شيء.

          أيها الإخوان: في مجال التعليم: كلنا يعلم بأنه منذ أسس التعليم في المملكة وهو مجاناً ولا يتقاضى عليه أي مصروف من أي طالب كان. وأحب أن أذكر لكم شيئاً مرّ عليّ من قبل 25 سنة كنا، في بعض الأحيان، نضطر إلى أن نسوق بعض التلاميذ إلى المدارس بقوة البوليس. وأظن أن من عاصروني في ذلك الوقت يذكرون ذلك. مع هذا فقد استنت حكومة جلالة الملك سنة تأمين التعليم مجاناً لكل طالب علم منذ تأسيس العلم في هذه البلاد، وعلاوة على ذلك فإن الحكومة تدفع وإلى هذه اللحظة مرتبات شهرية لبعض الفئات من الطلبة، مساعدة لهم لأجل تحصيل العلم، وكفالة بعض المصروفات التي يحتاجون إليها، علاوة على ذلك فإن الحكومة تبتعث الطلبة إلى الخارج على

<2>