إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

     



حديث الفيصل في مؤتمر صحفي حول قضية اليمن وغيرها(1)

          أجاب الأمير فيصل على أسئلة الصحفيين التي تناولت قضايا الساعة؛ التي تتصل بالمملكة العربية السعودية، وعلاقاتها مع الدول العربية الأخرى.

          وقد تحدث سمو الأمير فيصل في مستهل المؤتمر عن قضية اليمن موضحاً أنه قد تم التوصل إلى تفاهم على الأسس الخاصة بتسوية قضية اليمن، وإن كان لم يتم بعد عقد اتفاق نهائي بهذا الشأن.

          وقال سموه إن النية كانت متجهة لعدم إذاعة شيء عن هذه القضية في الوقت الحاضر، لولا أن بعض الجهات تعرضت للموضوع بالحديث مع شيء من التحريف.

          وفي سياق الرد على سؤال حول ما إذا كان البحث في قضية اليمن قد جاء على ذكر جلالة الإمام والطرفين المتحاربين؛ قال سموه إن المملكة العربية السعودية ليست لها أية مشكلة في اليمن، لذلك كان من الطبيعي أن لا يتناول البحث شيئاً يتعلق باليمن، أو بالطرفين المتحاربين: الملكي والجمهوري وأن يكون منصباً حول الخلاف ـ أو سمه ما شئت ـ بين الجمهورية العربية المتحدة، والمملكة العربية السعودية.

          وسئل سموه عما إذا كان قد تم التفاهم على موعد لوضع الأسس العريضة لاتفاق اليمن موضع التنفيذ فأجاب قائلاً: إن تحديد ذلك سيتم بعد عقد الاتفاق النهائي.

          وأكد سموه في معرض الإجابة على سؤال آخر أن المسؤولية في تنفيذ أي اتفاق بشأن اليمن تقع على كاهل الأمم المتحدة؛ التي من المنتظر أن توفد إلى المنطقة مندوبين عنها، حتى يتسنى المضي قدماً بالنسبة لتجديد موعد التنفيذ، ثم المباشرة فيه.

          وقد وجه أحد الصحفيين إلى سموه سؤالاً عن الحالة في الأردن، وعن موقف المملكة العربية السعودية من اتفاق الطائف. فرد سموه بقوله: إن المعلومات الواردة هذا الصباح تشير إلى أن الحالة هادئة في الأردن، وأنه ليس هناك ما يهدد البلد الشقيق، وأضاف سموه قائلاً: أما لو حدث في الأردن شيء، لا سمح الله، فإن المملكة العربية السعودية لن تتأخر في تنفيذ التزاماتها، والعمل على ما فيه مصلحة الأردن كشعب ودولة.

          وسئل سموه عن عدد الأسرى المصريين الموجودين لدى قوات جلالة، الإمام ومتى سيتم تسليمهم؟ فأوضح سموه أن الملكيين في اليمن كانوا قد اتصلوا بالحكومة السعودية، طالبين السماح لبعض الأسرى المصريين بالمرور من المملكة، في طريقهم إلى مصر، بموجب ترتيب يعده الصليب الأحمر.

          وقد جرت مراجعات بهذا الشأن بين منظمة الصليب الأحمر، والجمهورية العربية المتحدة. إلا أن الأخيرة لم تتسلم حتى الآن هؤلاء الأسرى؛ الذين ما يزالون في المملكة العربية السعودية. وذكر سموه أن فوجاً آخر من الأسرى المصريين قد وصل إلى المملكة قبل خمسة أيام.

          وتحدث سموه بإسهاب عن قضية الوحدة العربية، موضحاً أن موقف المملكة العربية السعودية منها  هو نفس الموقف الذي يقفه أي عربي، مسؤولاً كان أو غير مسؤول.

          وشرح حضرة صاحب السمو الأمير الفيصل المعظم مفهوم الوحدة في المملكة العربية السعودية فقال: إن هذه الوحدة ينبغي أن تكون متمشية مع مصلحة العرب عموماً، وأن تراعي الظروف والأحوال الخاصة في كل بلد عربي.

          وأكد سموه أنه لا مجال في دنيا العرب لوحدة تفرض على الدول العربية عن طريق القوة والتحكم.

          وتطرق سموه إلى الحديث عن الأوضاع الخاصة في المملكة فقال:

          إننا هنا مثلاً نعتز بصفتنا الإسلامية التي لا يمكن أن نتخلى عنها. وكما ترون في بعض التعليقات فإن الوحدة محور الحديث يراد لها أن تكون قائمة على أساس مذهب واحد معين. فكيف يمكن لذلك أن يتفق مع وضعنا الإسلامي؟

          ودعا سموه العرب إلى التفاهم فيما بينهم عن طريق القلب المفتوح بعيداً عن التقيد بالأجواء الدبلوماسية الرسمية، أو الجنوح إلى أساليب المداهنة واللف والدوران.


1. أم القرى العدد 1968 في يوم 3 ذو الحجة 1382 الموافق 26 أبريل 1963

<1>