إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

     



          وأردف سموه يقول: إن الوحدة العربية الحقيقية هي التي يراعي فيها العربي مصلحة أخيه العربي، كما يراعي مصلحته الخاصة. وإن سبيل الوحدة لن يكون الأساليب السياسية؛ التي تداخلها بذرة الشك وعدم الاطمئنان.

          وقد استعاد أحد الصحفيين إلى الذاكرة أن سموه الكريم كان قد أشار، في خطابه في المهرجان الشعبي الرائع يوم السبت الماضي، إلى وجود تقارب في الجو العربي وأنه ـ أي السائل ـ يريد على ضوء ذلك، أن يعرف إمكانية إعادة العلاقات الدبلوماسية مع مصر، خاصة، وأن مشكلة اليمن هي الآن في طريقها إلى الحل.

          ورد حضرة صاحب السمو الملكي الأمير فيصل المعظم على هذا السؤال بقوله: إن البحث في هذا الموضوع يستلزم منا أولاً البحث في الأسباب التي أدت إلى قطع العلاقات.

          وسئل سموه عن الفرص المهيأة لتنمية التعاون بين المملكة العربية السعودية وفرنسا، في المجالين الفني والثقافي، بعد أن تم توقيع اتفاق بهذا الصدد بين البلدين فرد سموه بقوله: إننا نرحب بقيام تعاون في هذا المجال، وتبادل الخبرات معها.

          وسئل سموه عما إذا كانت قضية البريمي مقبلة على تطورات هامة، خاصة بعد استئناف العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، ووصول السفير البريطاني إلى جدة مؤخراً فرد سموه موضحاً إن قضية البريمي كانت، ولا تزال، قيد البحث تحت إشراف الأمين العام للأمم المتحدة.

          وهنا سرد أحد الصحفيين حادثة تاريخية تتعلق بالوحدة وقعت في عهد الملك عبدالعزيز رحمه الله وتصلح أن تكون أمثوله يقتديها العرب في حاضرهم، وطلب السائل من سموه إمتاع سامعيه بتفاصيل الحادثة.

          وقال سموه: إنه يعتقد  بأن السائل يشير إلى قصة تيماء، وهي مقاطعة صغيرة، شاء أميرها عبد الكريم  بن رمان أن يخرج على تيار الوحدة، الذي كان قد اجتاح الجزيرة العربية وقتها، وذلك بدافع من نعرة عصبية محلية، وتشجيع مما ألفه ذلك الأمير في العهد السابق من جنوح إلى الفوضى والانفراد بالسلطة، وهو في حصانة من العقوبة والجزاء.

          وأضاف سموه قائلاً: إنه عندما بلغ جلالة الملك عبدالعزيز، رحمه لله، موقف أمير تلك المقاطعة الصغيرة من مناوأة الانضمام مع المقاطعات الأخرى؛ التي كانت أغلبيتها قد توحدت بالفعل، قرر - رحمه الله - بحصافته المعهودة، أن يترك الأمير المذكور وشأنه إلى أن يثوب بنفسه إلى سواء السبيل، وبالفعل فلم يمض وقت طويل حتى جاء الأمير المذكور بصورة تلقائية، ناقماً على ما فعل. وهكذا تم دمج تيماء مع باقي أجزاء الوطن بصورة طوعية لا أثر للإكراه فيها .

          وسأل أحد الصحفيين سموه عن الطريق الذي ستسلكه المملكة العربية السعودية في غمرة هذا الخليط المتلاطم من الشعارات والمبادئ. فقال سموه: إن المملكة العربية السعودية تجد في القرآن الكريم دستورها؛ الذي تتقيد بهديه وتسير على ضوء أحكامه، وأكد سموه أن الهدف الذي يسعى اليه كل حاكم صالح هو تحقيق العدالة الاجتماعية لأفراد شعبه، وهو ما نفعله نحن هنا في هذا البلد. ونضعه نصب أعيننا، مستعينين على تحقيقه بتعاليم الشريعة السمحاء، ولسنا بحاجة إلى استيراد المبادئ أو الشعارات من الخارج لمجرد التقليد لوجه التقليد.

          وانتقل سموه إلى الحديث عن الأسس التي تلتزمها المملكة العربية السعودية في علاقاتها مع الدول الأخرى، فقال: اننا لا نعتدي على أحد، ولا نتهجم على أحد، وليست لنا أطماع في أحد. وإذا كان لأي من أخواننا العرب مشكلة مع المملكة العربية السعودية، فليتفضل ويدلنا عليها، ثقة منا بأنه ليس لنا مشاكل مع أحد، وسنظل كما كنا دائماً في طليعة الركب العربي، بالنسبة للدفاع عن قضايا العروبة.

          وسأل أحد الصحفيين سموه عن العلاقات بين المملكة العربية السعودية والجزائر، مشيراً إلى ما قدمته المملكة من مساعدات إلى الجزائر.

          فرد سموه قائلاً: إننا لا نسمي ما قدمناه مساعدات؛ فذلك واجب من واجباتنا الأساسية.

          وسأل أحد الصحفيين سموه الكريم عن موقف المملكة العربية السعودية من جمهورية موريتانيا الإسلامية؛ التي قال عنها الصحفي إنها لم تحظ باعتراف الدول العربية، باستثناء تونس فأجاب قائلاً:

          إن المملكة تربطها روابط من التعاون مع شعب موريتانيا المسلم، أما بالنسبة لموقفنا من موريتانيا - على الصعيد الرسمي - فنحن مرتبطون بقرارات الجامعة العربية في هذا الصدد.

          واختتم حضرة صاحب السمو الملكي الأمير فيصل المعظم هذا المؤتمر الصحفي العام شاكراً للصحفيين جهودهم، ومكرراً الترحيب بهم في بلادهم.


<2>