إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

 



تصريح الفيصل لوكالة الأنباء العربية(1)

          أدلى سمو الأمير فيصل المعظم لوكالة الأنباء العربية يوم الأربعاء بحديث الساعة بالنسبة لقضايا الأمة العربية. تحدث سموه في صراحة ووضوح عن الطريق الصحيح لاسترداد فلسطين، واستخدام البترول العربي للضغط على الدولة المؤيدة لإسرائيل. أعلن سموه تأييد المملكة التام لكل ما يقرره الفلسطينيون بأنفسهم. ناقش سموه تصريحات الرئيس الأمريكي جونسون، وسياسة فرنسا الجديدة تجاه إسرائيل، كذلك قرر سموه أن موعد زيارته للقاهرة بعد موسم الحج لا يزال قائماً. وفيما يلي نص الحديث:

          قال سمو الأمير فيصل، ولي عهد المملكة العربية السعودية ورئيس وزرائها، عن السبيل لمعالجة القضية الفلسطينية، ووضعها في طريقها الصحيح يكمن في توحيد الجهد العربي، وتوفير الطاقات العربية، وبذل المزيد من الإخلاص في العمل لقضية العرب الأولى.

          ومضى سموه يقول:

          لقد مضى وقت الكلام، وجاء دور العمل، وعلينا جميعاً أن ندرك هذه الحقيقة، كما علينا أن ندرك أن التضامن وتوحيد الصف العربي، بكل طاقاته وإمكانياته، هو السبيل إلى تحقيق أهداف الأمة العربية في استرداد فردوسها السليب.

          وسئل سموه عما إذا كان قطع البترول العربي عن دول الغرب يعتبر ضغطاً كافياً لردع هذه الدول عن تأييد اسرائيل؟ فأجاب قائلاً: ليس قطع البترول هو الأسلوب الوحيد للضغط على الدول المشايعة لإسرائيل، وإنما هناك أساليب ضغط رادعة أخرى تملك الأمة العربية منها الشيء الكثير، وأضاف بأن التلويح بالتهديد لا يجدي نفعاً إذا لم يقترن بالعمل المجدي الرادع، وأعاد إلى الذاكرة التهديدات الكلامية العديدة التي أطلقها العرب منذ كارثة فلسطين ولمدة ستة عشر عاماً متوالية، وقال: بأن هذه التهديدات قد ذهبت كلها أدراج الرياح ولم تترك أثراً واحداً، وأكد سموه بأن العمل المجدي والتصميم الواعي المنظم هو وحده الكفيل بإعادة الحق إلى نصابه.

          ولما سئل سموه عن رأيه في الكيان الفلسطيني المقترح؟ أجاب بقوله: في يقيني أن من حق أهل فلسطين أن تكون كلمتهم هي الأولى في كل ما يتعلق بقضية بلادهم وتفرعاتها، ونحن هنا في المملكة العربية السعودية، على استعداد تام وفي كل الحالات، لتأييد ما يقرره الفلسطينيون العرب بأنفسهم وبدافع من آرائهم وإرادتهم الكاملة، وذكر سموه أن موعد زيارته  للقاهرة بعد انتهاء موسم الحج لا يزال قائماً إذا لم يحدث ما يحول دون ذلك.

          وسئل سموه عما إذا كانت بلاده مستعدة لقبول ما عرضه الرئيس الأمريكي جونسون على الدول العربية من مساعدات فنية لتحلية مياه بحارها؟ فأجاب بقوله: إن حكومتنا منذ أمد قريب، وهي ما تزال، ماضية في دراساتها مع عدد من خبرائها لوسائل تحلية مياه البحر؛ لتستفيد منها في مشاريع الري. هي لم تطلب مساعدة من أحد، غير أنها إذا وجدت حاجة الاستعانة بخبرة آخرين فإنها لن تتردد بطلب المساعدة الفنية.

          وسئل سموه عن الشخصية التي ستمثل العربية السعودية في تنفيذ مهمة وزراء خارجية الدول العربية في زيارتهم المقبلة إلى عواصم العالم؟ فأجاب: بأن موضوع ذلك هو قيد نظر مجلس الوزراء.

          ورد سموه على سؤال آخر عما إذا كان لديه، من الناحية الرسمية، ما يدعم الرأي القائل بأن فرنسا أخذت تتحول عن تأييد سياسة إسرائيل؟ فقال: ليس لدينا، من الناحية الرسمية، ما يؤكد أو ينفي ذلك، وإنما في اعتقادنا أن مصلحة فرنسا نفسها تقضي ألا تشايع إسرائيل ضد العرب؛ لأن قضية العرب هي قضية حق وعدل، ولما سئل سموه عن برامج حكومته للمراحل القادمة في قطاعات الإصلاح والإعمار والإنماء الاقتصادي؟ قال: لقد تعودنا أن نخطط وننفذ، ثم نعلن عما حققناه من منجزات، وأضاف يقول: إن كل ما أنجزناه، في مختلف مجالات الإعمار والتقدم والازدهار، يعود الفضل فيه إلى صاحب الرأي الأول جلالة المغفور له الملك عبدالعزيز آل سعود، الذي كان يتطلع بأمل وعزم لأن ينهض ببلاده إلى أعلى المستويات وفي كل المجالات.


 


1. أم القرى العدد 2014 في يوم 14 ذي القعدة 1383 الموافق 27 مارس 1964

<1>