إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

     



كلمة للفيصل عند افتتاح معهد التدريب المهني بالرياض(1)

أيها الإخوان:

          إنه ليسعدني في هذه اللحظة السعيدة أن أؤكد لكم بالغ سروري ليس لما أراه من افتتاح مركز، أو من وجود إدارة فقط، وإنما لما أراه من نفوس وثَّابة، وشعور فيَّاض نحو مستقبل زاهر مجيد.

          إن الأمم أيها الإخوان: ليست بالمظاهر، وليست بالبرامج، وليست بالأرقام، وإنما الأمم بالأعمال ولذلك كما ورد في كلمة الأخ العامل ندب سبحانه وتعالى على العمل وقال: وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ (التوبة:105)، فالعمل هو الأساس والمطلوب منها أيها الإخوان، هو العمل والعمل النافع، العمل المنتج، العمل المثمر.

          نحن في حاجة أيها الإخوان لكل شيء، نحن في حاجة إلى العمل الصغير قبل العمل الكبير، نحن في حاجة إلى تأسيس، نحن في حاجة إلى بناء، نحن في حاجة إلى توجيه، ولكن هذا كله يتوقف على ما نشعر به من إخلاص وأمانة وإقدام.

          إن اسم العامل أيها الإخوان ليس خاصاً بفئة من الناس، وإنما يشترك فيه كل عامل، وليس هؤلاء الإخوان الذين يدرسون في هذا المركز أو في غيره من المراكز أقل شأناً، ولا أقل قدراً من أي واحد منا، ولكنني إذا لم أخش من التجاوز فيمكن أن أقول: إنهم هم الأساس ونحن الفروع، ولكن ذلك يتوقف على ما يبذلونه، وما يعملونه في سبيل هذا الوطن، وفي سبيل هذا الشعب العزيز وفي سبيل مستقبلهم.

          إن العامل أيها الإخوان: ليس كما يعبر عنه في بعض الجهات، وليس أداة من الأدوات السياسية أو المذهبية أو الاعتقادية، وإنما هو أداة عمل ونشاط وإنتاج وخدمة، ولذلك فإن كل ما أرجوه من إخواني العمال سواء في هذا المركز أو خلافه أن يتجهوا الاتجاه الصحيح لخدمة هذا الوطن العزيز في سبيل الوطن الغالي.


1. أم القرى العدد 2015 في 21 ذو القعدة 1383 الموافق 3 أبريل 1964

<1>