إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

         



          أمّا إنْ أراد أن يتجه اتجاهاً ضاراً بالغير أو ضاراً بالصالح العام؛ فهناك ما يضمن كبحاً لهذا الجماح، وهو موجود في شريعة الإسلام.

          وإذا تفهمنا الشريعة الإسلامية، على حقيقتها، لوجدناها كافية كافلة لكل خير ولكل صلاح وكل فلاح.

          تفضل سعادة المحافظ بإيراد بعض الملاحظات، فيما يراه، من اتخاذ بعض الطرق، أو بعض التشريعات، للتخطيط العام، ولتركيز الاقتصاد، وللإحصاء، ومعرفة حقيقة الوضع الاقتصادي للبلاد، كما هي على حقيقتها، وليست بطريق التخمين، وإنني بكل حرارة أوافق سعادة المحافظ على ذلك.

          وفي إمكاني أن أقول الآن: إن الحكومة قد بلغت خطوات واسعة في هذا السبيل، فهي في سبيل إصلاح مجلس التخطيط الأعلى، وهي في سبيل وضع بعض التنظيمات للسير بالتخطيط في طريقه الصحيح، وليس معنى ذلك أن مجلس التخطيط الأعلى قد قصر أو قد أخل بواجبه، ولكنه بذل مجهوده.

          ولا يمكن أن يدعي مجلس التخطيط أو ندعي أننا وصلنا للكمال، فلا بد أن تكون هناك بعض الثغرات، أو بعض الأشياء التي يمكننا، بموجب تجربتنا الماضية، أن نعدلها أو نصلحها.

          وهناك كلمة شاعت حديثاً وهي؛ النقد الذاتي، فلا يلام المرء، وليس عيباً على المرء أن ينقد ذاته بذاته إذا أخطأ أو قصر، ولكن عليه أن يُصلح هذا الخطأ، ويكمل هذا التقصير، فهذه هي الفضيلة.

          أيها الإخوان: هناك مشروع كامل لإصلاح برامج التخطيط وتشكيلات هيئات التخطيط وهناك ـ وهذا أقوله لسعادة المحافظ ـ اتجاه لأن نجعل من هيئات التخطيط ترابطاً بين الهيئات العليا والهيئات الصغرى التي سينبثق في كل مقاطعة، بعد تنفيذ نظام المقاطعات.

          فسيكون هناك هيئات تخطيط على قدر كل مقاطعة، وعلى قدر كل دائرة، ويكون شيء من التسلسل يربطها بهيئات التخطيط الأعلى، حتى يكون العمل متكافئاً، ويكون العمل مترابطاً، والنهوض ليس يأتي من الأعلى إلى الأسفل، بل بالعكس. نبدأ من تحت، وننهض بالأسفل إلى الأعلى.

          وهذه الطريقة التي نرى أنها في صالح الأمة، وفي صالح الشعب.

<3>