إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

     



خطاب الفيصل في مشروع جامعة الملك عبدالعزيز(1)

بسم الله الرحمن الرحيم

أيها الإخوان الكرام

          يسعدني ويطيب لي في هذه اللحظة المباركة أن أرحب بكم، وأن أشكركم على تلبيتكم لهذا النداء وللدعوة إلى حضور هذا الحفل، وإنني إذ أشكركم فإنني أشكر شكراً مزدوجاً، فشكراً وترحيباً بصفتي عضواً في هذه المؤسسة التي تجتمعون فيها الليلة، وشكراً وترحيباً باسم القائمين على إنشاء وتأسيس جامعة الملك عبدالعزيز.

          أيها الإخوان إنكم لترون في هذه المصادفة اللطيفة أن يبدأ في تأسيس مرجع للعلم ويحتفل به في دار للعلم.

          إن العلم أيها الإخوان ولا شك أساس في حياة الانسان، وقد قال سبحانه وتعالى: قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ (الزمر:9) . ولكن هناك فارق بين العلم النافع وبين العلم الضار أو الذي لا ينفع، فمن واجبنا أن نسير في الطريق الأصح، وأن نتحرى في مجهودنا أن نكون نافعين غير ضارين، ومرشدين غير مضلين، وأن نبني هذا الأساس على أساس من التقوى، ومن اقتفاء آثار سلفنا الصالح الذين قادوا العالم، وبثوا فيه النور استناداً إلى ما خصهم الله سبحانه وتعالى به من رسالة شريفة، على لسان نبي الإسلام محمد صلوات الله وسلامه عليه.

          أيها الإخوان: هناك في عالمنا اليوم من يقول أو من يدعي أن الحضارة والتطور والتقدم والرقي لا تتفق مع النهج الإسلامي، فلقد كذبوا على الله وكذبوا على أنفسهم. فإنه لا يقول هذا القول إلا جاهل مكابر، أو جاهل مركب، فإن الشريعة الإسلامية وما جاء به محمد صلوات الله وسلامه عليه هو أصل الحضارة، وأصل الرقي، وهو أصل القوة، وقد ورد ذلك في عدة مواضع من القرآن الكريم وعلى لسان نبي الأمة، وفي كثير من الأحاديث، وروايات العلماء عن أسلافهم وإنما ما ينقصنا اليوم، أيها الإخوان، هو أننا ولسوء الحظ أصبحنا مقصرين في تفهم وتدبر شريعة الإسلام التي ندين بها، وبالتفقه في ديننا وبالتنقيب عن معانيه العالية السامية الروحية، ولذلك وجد من يقصد الشر والسوء تفريقاً بين صفوف المسلمين؛ حتى أصبح هناك فكرة تعارض الشريعة الإسلامية أو الدين


1. أم القرى العدد 2043 في 17 جمادى الثانية 1384 الموافق 23 أكتوبر 1964

<1>