إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

     



الإسلامي مع التقدم أو التطور، فكرة، لا أقول سائدة بين الكل، ولكنها تجد لها مجالاً وتردداً في بعض المرافق أو في بعض المنتديات.

          أيها الإخوان: إن فكرة تأسيس هذه الجامعة نبتت في فكر نخبة من إخوانكم، قصدوا بذلك خدمة العلم، وأرادوا أن يثبتوا للجميع بأن في هذا البلد الكريم رجالاً يعملون وينشؤون ولا يتكلمون.

أيها الإخوان:

          لقد كان السائد في بلدنا أنه لا يمكن أن ينجح أي عمل أو يسير إلا إذا كان منوطاً بالدولة، أو بمن ينتمي إلى الدولة، وأنه يكفي في هذا المشروع أن يكون رمزاً لأن يثبت أن في هذا البلد من يعمل، ومن ينشئ، ومن يتقدم إذا أراد ذلك.

          واسمحوا لي أيها الإخوان أن أتجرد في هذه اللحظة عن أي صفة أخرى سوى أنني فرد من أفراد هذا الشعب الكريم، فإنه ليسرني ويملؤني غبطة وافتخاراً أن أرى من بين أفراد هذا الشعب من ينهض ومن يتحرك لخدمة هذا الشعب، وليس قولي هذا لتشكك في نفسي أو في أبناء وطني، ولكنني أريد أن يعلم الحاضر والغائب ومن في الداخل وفي الخارج أن هناك رجالاً يخدمون بلدهم ويتحسسون له، ويكفي أن نقول أن هذه المؤسسة القادمة، بحول الله، نبتت من الشعب وللشعب. وإنني أيها الإخوان: لمقدر كل التقدير تلبيتكم لهذه الدعوة، ومجيئكم من أنحاء المملكة الواسعة، وهذا مما يثلج الصدر؛ لأنكم تقدرون المبدأ والغرض الأسمى الذي دعيتم من أجله، وإننا بحول الله وقوته لسائرون على منهج نتحرى فيه رضا الله، سبحانه وتعالى، قبل كل شيء، ونأمل بعد ذلك أن نكون عند حسن ظنكم، في أن تسير هذه المؤسسة الوليدة على منهج يرضي الله سبحانه وتعالى، ويرضي ضمائرنا ويرضي شعبنا، ويرضي تاريخنا.

          وأكرر لكم أيها الإخوان شكري العميق على تلبية هذه الدعوة، وأرجو الله، سبحانه وتعالى، أن تكون الخطوة بداية لخطوات، ومنطلقاً لآمال تعتلج في الصدور، والله سبحانه وتعالى هو الكفيل بتحقيقها إن شاء الله.

          وأنتهز هذه الفرصة لوجود الأخ الأكبر ـ وأنا أتحاشى أن أقول الوالد الشيخ عبدالعزيز بن باز، لئلا يظن أنني أعتقد أنه كبير السن، ولكنني من ناحية أخرى أعتبره والداً لي، وإن على عاتق الشيخ عبدالعزيز بن باز مهمة جليلة ومسؤولية كبيرة، فيما يقوم به من أعمال لخدمة الإسلام والمسلمين، ليس في هذه البلاد فقط، ولكن في جميع بلاد العالم الإسلامي.

          وإنني أتقدم إليه راجياً أن يتحفنا، ولو بكلمتين، في هذه المناسبة السعيدة، وأرجو الله التوفيق للجميع والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.


<2>