الفيصل يلقي كلمة بمناسبة المصادقة على الميزانية وإقرارها⁽¹⁾

بسم الله الرحمن الرحيم

          نحمده سبحانه وتعالى ونثني عليه، إذ وفقنا في هذه الساعة إلى إنجاز النظر في ميزانية الدولة لهذا العام الجديد لسنة 1385 ـ 1386 هـ وإنني، بهذه المناسبة، أريد أن أقدم شكري، قبل كل شيء، لإخواني وزملائي في مجلس الوزراء الذين ساهموا وساعدوا بمجهوداتهم في إنجاز هذا المشروع، مشروع الميزانية. ولا يفوتني كذلك أن أشكر جميع الذين ساهموا في تحضير الميزانية وتهيئتها لأن تكون جاهزة في ابتداء السنة المالية الجديدة، وإنني حينما أقول: الميزانية، فإنما أقصد بذلك التوازن بين الدخل والإنفاق، وليس معنى التوازن بين الدخل والإنفاق هو الأرقام أو ما يسجل على الورق، وإنما أملنا بالله، سبحانه وتعالى، أن يوفقنا لنكون عند حسن الظن في القيام بما يجب علينا من خدمة ديننا وأمتنا وبلدنا، وأن يعيننا جميعاً على إنفاذ ما التزمنا به من مسؤوليات تجاه هذا الشعب الكريم، الذي نرجو الله، سبحانه وتعالى، أن يوفقنا لخدمته، وأن يحقق له كل ما يصبو إليه من رقي وتقدم وتطور، مستمد من دستورنا العظيم كتاب الله وسنة رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم وإنني لا أريد أن أدعي بأننا قمنا بكل ما يجب علينا، ولكن هناك حقيقة ثابتة، لا يخامرنا فيها شك، بحول الله وقوته، بأننا عازمون جميعاً على أن نقوم بمسؤولياتنا، وأن نُؤدي الأمانة خالصة لوجه الله، فيما فيه إسعاد أمتنا ووطننا، ونرجو الله العلي القدير أن يصلح النيات، وأن يوفقنا للإخلاص في أعمالنا. وإنني لأرجو من كل زميل في هذه الدولة، من أكبر مسؤول إلى أصغر موظف، أن يكونوا جميعاً عوناً لنا في تحقيق ما نصبو إليه من تعاون وتكاتف وإخلاص وأداء للأمانة بما أوجبه الله علينا، وبما يتطلبه العمل الذي نقوم به والمسؤوليات التي نتحملها، وأن يعتبر كل فرد منهم أنه مسؤول في دائرة اختصاصه عما يؤمن المصلحة العامة، وعما يخدم هذا الوطن الكريم وهذا الشعب العزيز، أسأل الله تعالى أن يوفقنا جميعاً لما يرضيه، وأن يعيننا على أداء الأمانة بإخلاص وإتقان في خدمة أمتنا ووطننا.

          والسلام عليكم ورحمة الله.

1. أم القرى العدد 2094 في 5 رجب 1385 الموافق 29 أكتوبر 1965

<1>