إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

     



كلمة الفيصل في المهرجان الشعبي بغينيا(1)

بسم الله الرحمن الرحيم

يا صاحب الفخامة:

          اسمحوا لي أن أتقدم لفخامتكم بجليل الشكر والامتنان على ما حبوتموني به وزملائي من استقبال، منذ وطئت أقدامنا أرض هذه البلد الطيب الصديق المخلص، إنني لأكرر شكري لشعب غينيا العزيز الذي استقبلنا بروح فياضة بالشعور والمحبة، وذلك طبقاً لما يربطنا جميعاً من عقيدة وإيمان بالله.

          إنّ الروابط التي تربط بلدينا، وشعبينا، وحكومتينا هي روابط راسخة ثابتة القوائم تنبع من دستورنا العظيم، وأساس عقيدتنا هو ما أنزله الله، سبحانه وتعالى، على نبيه، صلوات الله وسلامه عليه.

          إنّ الإسلام يا فخامة الرئيس؛ كما تفضلتم هو دين إخاء، ودين المحبة، ودين السلام، ودين التقدم، ودين القوة؛ لذلك فإن الروابط التي تربط بين المسلمين ترتكز إلى أمتن الأسس وأقوى العلاقات التي تربط بين الأمم، فالإسلام أساس العدل، والإسلام يشجب التفرقة العنصرية، والإسلام يشجب الظلم، والإسلام يشجب التعدي، والإسلام يحقق العدالة والمساواة بين بني البشر، ولذلك يا فخامة الرئيس فإنني أؤيد بكل قواي كل ما تفضلت به.

          وإنّ الدعوة إلى تآخي المسلمين وإلى تقاربهم وإلى كونهم ليست مُلْكاً لي وحدي، ولكنّها فريضة على كلّ مسلم ومسلمة، وإني إذا كنت أتشرف وأعتز بأنني أحد المسلمين الذين يدعون إلى تقارب المسلمين، وتحابهم فإني أعتبر هذا أعظم فخر وشرفاً لي.

          إنكم يا فخامة الرئيس، كقائد ورائد من قواد المسلمين وروادهم، لكم أن تقولوا بما تفضلتم به: بأن الإسلام هو قاعدة الحق، والعدالة، والمساواة، والتقدم. وإن شريعتنا الإسلامية لهي أضخم وأغنى شريعة تحتوي على كل ما فيه صالح البشرية أجمع، فإنها تحتوي على النظم الاقتصادية، والنظم الاجتماعية، وإن أي إنسان يتَهِّمُ الإسلام بأنه يعجز أن يوجد لأي مشكلة أو أية معضلة حلاً من قواعد الإسلام فإنه جاهل بالإسلام أو مكابر.


1. أم القرى العدد 2138 في 1 جمادى الثانية 1386 الموافق 16 سبتمبر 1966

<1>