إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

         



          إن الإسلام يا فخامة الرئيس هو الحصن الواقي والدرع المتين ضد تسلط الاستعمار، وضد اعتداء بعض الأمم على بعضها الآخر؛ ولذلك فإن الاستعمار بجميع أشكاله وألوانه، ومن كل مصادره يحارب قبل كل شيء الإسلام، لأنه يعلم أنه القوة الوحيدة التي تقف في وجهه.

          وإننا إخوانكم كعرب لنحيي في هذا الشعب الكريم كفاحه وجهاده ضد الاستعمار، وفي سبيل الحرية والاستقلال، هذا الشعب الذي آمن بالله، وأخذ الإسلام ديناً ثابر، وجالد، وكافح في سبيل حريته ولإجلاء الاستعمار البغيض عن أرضه، وإننا لندعو الله له بالتوفيق والتأييد مدى الحياة.

          وإنني يا فخامة الرئيس، لمعتز جداً بأنّ لنا في هذه القارة إخواناً أعزاء نشترك معهم في عقيدة واحدة، وفي هدف واحد، وفي اتجاه واحد، وإنني لأحيي في شخصكم الكريم القائد المحنك الذي يقود شعبه إلى مدارج الرقي والتقدم على أساس إسلامي صحيح، وإنها وإن كانت محاربة الاستعمار تأخذ وقتاً، فإن الخطوات التي خطتها هذه البلاد بقيادتكم الحكيمة لتستحق الإعجاب والتقدير من كل الوجوه.

          وإنه ليسعدنا، ونحن إخوة لكم أعزنا الله وكرمنا بخدمة أماكنه المقدسة، أن نرحب بإخواننا في البلد المقدس، وأن نتشرف بخدمتهم والقيام على راحتهم. وإننا إذا كنا قد قمنا ببعض الخدمات في سبيل إخواننا المسلمين، فإن هذا من باب بعض الواجب؛ لأن الواجب كاملا حمله ثقيل ونرجو الله أن يعيننا جميعاً على تحمل المسؤولية.

يا فخامة الرئيس،

          إن الإسلام كما تفضلتم هو القوة الدافعة لكل إصلاح، ولتأمين العدل والمساواة بين جميع البشر. وقد قال سبحانه وتعالى: "إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ" (الأنبياء:92). ولم يقل تعالى بأن هناك فوارق بين الأجناس، أو بين اللغة، أو بين الصغير والكبير، وإنما جعل أمته متساوين في كل شيء وقال سبحانه وتعالى: وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَعْلُومٌ(24) لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُوم (المعارج:24،25). فلو طبقت القواعد الإسلامية على حقيقتها لما كان هناك رأس مال، ولا كان هناك فقر، ولا كان هناك ظلم، ولا كان هناك مرض، ولذلك فالإسلام ـ كما تفضلتم يا فخامة الرئيس ـ هو الأساس المتين لكل فضيلة، ولكل مصلحة تعود على البشرية أجمع.

<2>