خطاب الملك فيصل في جلسة مجلس الوزراء بمناسبة صدور ميزانية الدولة⁽¹⁾

بسم الله الرحمن الرحيم. والصلاة والسلام على نبيه، أكرم الأولين والآخرين.

          نحمده تعالى، على أن يوفقنا، في هذا اليوم، لإتمام النظر في ميزانية الدولة للسنة المالية الجديدة سنة 1386 ـ 1387 هـ.

          والحقيقة إن هذه الميزانية تعطي صورة واضحة لما تتوخاه الحكومة في سبيل النهوض بما هو واجب عليها في خدمة الوطن والمواطنين، وفي سبيل وضع ميزانية تحفظ الاستقرار الاقتصادي، والبناء الاقتصادي الثابت المركز على أسس متينة، بعد دراسة مستوفية دقيقة، وبعد بذل مجهود في سبيل تلافي بعض الأخطاء، أو بعض النواقص التي عادة تعترض إقرار الموازنات أو تنفيذها، ولا شك أن المجلس يشكر ويقدر لوزارة المالية ما قامت به من جهود في تحضير الميزانية وإنجازها في وقتها المحدد. وكذلك لا أحب أن أقول أن المجلس يشكر نفسه، إذا قدمت شكري للوزراء والإخوان الزملاء الذين اشتغلوا في هذا الميدان، ولكن كل ما أرجوه من الله سبحانه وتعالى أن يوفقنا جميعاً إلى أن نقوم بما هو واجب علينا في خدمة أمتنا ووطننا. وأن يهب المسؤولين القدرة والقوة على تنفيذ ما أوكل إليهم تنفيذه من خدمات سواءً في المشاريع الإنمائية والإنتاجية، أو الخدمات العامة التي رصدت أو أقرت في هذه الميزانية، وأن نأتي إلى السنة القادمة، بحول الله وقوته، ونحن مطمئنون إلى أننا قمنا بشيء مما يجب علينا في تنفيذ مسؤوليتنا. هذا، وإن كنا لا نرى بأننا حققنا شيئاً كثيراً بالنسبة لما نريده ونرغبه لأمتنا ووطننا، ولكننا نعتقد بأننا، بحول الله وقوته، سائرون في الطريق الذي يتمناه كل مخلص لوطنه، وعلى كل، فالنتائج هي المحك التي يمكن الحكم عليها، وهذا ما نرجوه لكل المسؤولين في الدولة أن يضعوه نصب أعينهم، وأن تكون نتائج هذا المجهود وهذا العمل في خير الوطن والمواطنين، وأن يحفظ الله علينا ديننا واستقرارنا وأمتنا، وأن يوفقنا لخدمة مواطنينا وبلادنا، وأن يكتب لنا النجاح فيما نهدف إليه من صالح الجميع، إنه على كل شيء قدير.

          والسلام عليكم ورحمة الله.

1. أم القرى العدد 2143 في 7 رجب 1386 الموافق 21 أكتوبر 1966

<1>