إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

 



كلمة الفيصل في احتفال الحرس الوطني(1)

        إخواني وأبناء وطني: أتقدم إليكم بأحرّ التّهاني بهذا العيد المبارك السعيد، وأرجو الله، سبحانه وتعالى، أن يعيده عليكم في كل زمان وأنتم في رفعة وسؤدد، وأمن، ورخاء، وعز، ومجد.

        إخواني: في هذه المناسبة السعيدة يسعدني أن أتقدم إليكم بشكري العظيم لما تظهرونه في كل مناسبة من مظاهر الحب والمشاعر النبيلة، وهذا ليس بغريب على شعب يؤمن بالله وينتمي إلى أصول تمتد جذورها إلى غابر التاريخ بما تحويه من مجد وفخار، وبما تحويه من فداء للدين، والوطن، وللأمة، ولمكارم الأخلاق.

        أيها الإخوة الكرام: إن حسادكم وأعداءكم يصورون عليكم في كل لحظة ما أنتم منه براء، وينعتونكم بأنكم مرتزقة، وأنكم حتى الآن تجمع بينكم مطامع دنيوية وأغراض لا يشرف من ينتمي إليها أي مكان يصل إليه، وإنهم والله لكاذبون ومفترون عليكم. ولقد عرف التاريخ عنكم تمسككم بإيمانكم، وبعروبتكم، وبأخلاقكم الفاضلة، وبفدائكم للوطن، وبقيامكم لكل واجب يحتمه عليكم دينكم، أو عروبتكم، أو وطنيتكم. وليس في وسعي الآن أن أعدّد مالكم من سوابق كريمة على مر التاريخ، ولكنه يكفيني أن أقول إنه لم تحدث ملمة للإسلام أو للعرب إلا كنتم أول المدافعين عنها، وأول المناضلين. فليقل من شاء القول، وليفترِ من شاء الافتراء، وليلبس من شاء التلبيس. فإنكم لا يضيركم أن يقال عنكم ما ليس فيكم وأن ترموا ببعض النعوت والأوصاف التي أنتم منها براء، والتي يعلم أوْلا يعلم من يقولها لأنكم بعيدون عنها بعد الشمس عن الأرض، فدعونا أيها الإخوة ننظر إلى أحوالنا، ونبني وطننا، ونخدم ديننا، ونقوم أمتنا، ونحن على استعداد تام لمن يطلب معاونتنا، ومن يطلب أُخوتنا، ومن يطلب صداقتنا بأن نمدّ إليه الأيدي ونفتح له الصدور، أمّا من أراد غير ذلك فإنكم في وجهه قائمون، وعن دينكم ووطنكم مدافعون، وأرجو الله، سبحانه وتعالى، أن يهبكم  المعونة وأن يشدّ من عضدكم لخدمة دينكم، وأمتكم، ووطنكم، وأن يلهمكم الصبر والتحمل، والله سبحانه وتعالى يجزي الصابرين خيراً يَاأَيُّهَا الَّذِينَ ءامَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (آل عمران:200). وإنني أكرر أيها الإخوة تحياتي وتهنئاتي بهذه المناسبة السعيدة راجياً المولى القدير أن يعيده على الجميع في يمن، ورفعة، وعز، وسؤدد، وأن يبلغنا جميعاً ما نصبو إليه من خدمة ديننا، ووطننا، وأمتنا إنه على كل شيء قدير، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.



1. أم القرى، العدد 2155 في 9 شوال 1386 الموافق 20 يناير 1967

<1>