إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

         



          كما يسعدنا أن نجزي الشكر والتقدير لفخامة الرئيس محمد خاتمي، رئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية، على رئاسته للدورة السابقة للقمة الإسلامية؛ مما أضفى على تلك الدورة حيوية ونشاطاً ووجوداً فعالاً في كل الساحات، فقام بالواجب والمهام على أكمل وجه.

          ولا بد لنا، في هذا المقام، من إزجاء الشكر لمعالي الدكتور عز الدين العراقي، الأمين العام للمنظمة، لما تميز به من حكمة واقتدار في قيادة وتفعيل مؤسسات المؤتمر، وتسخيرها لترسيخ مبادئ العمل الإسلامي المشترك.

السيد الرئيس:

          لا يفوتني أن أعبر عن عظيم امتناننا للمملكة العربية السعودية الشقيقة؛ لاحتضانها لمقر المنظمة، مقدمة الدعم الدائم والمتواصل لها منذ نشأتها في منتصف العام 1967، إثر المحاولة الصهيونية الغادرة لإحراق المسجد الأقصى المبارك، لقد كان لجهود جلالة الملك المغفور له ـ بإذن الله ـ فيصل بن عبدالعزيز، أعظم الأثر في أن ترى هذه المنظمة النور، وتواصل عطاء المملكة بلا حدود حتى يومنا هذا، جزاهم الله خير الجزاء لكل ما قدمه للإسلام والمسلمين.

          إن هذه القمة تنعقد في ظروف بالغة التعقيد، ومخاطر تتكالب على أمتنا الإسلامية قاطبة من قوى الاستكبار والاستعباد، وبمنهجية القطب الواحد الذي يريد أن يفرض إرادته على كل الشعوب.

          ونشكر إخوتنا في الأمانة العامة، وإخوتنا وزراء الخارجية، واللجان الفنية المختلفة؛ لجهدهم الدؤوب في الإعداد والتحضير، وآمل أن تكون لهذه القمة من القوة ما يمكنها من التأثير لإعادة الحق المسلوب لأهلنا في فلسطين، والجولان، وما تبقى من جنوب لبنان، ونصرة  قضايا المسلمين المستضعفين في كل مكان، وتحقيقاً لتطلعات أمتنا الإسلامية. ونكرر الشكر لدولة قطر لما توفّر لنا من سبل الراحة والأمن والضيافة الطيبة، ويقيني أن دوحة الخير لا يخرج منها إلاَّ الخير لأمتنا بإذن الله تعالى.

السيد الرئيس:

          إننا نجتمع اليوم، وحريق الأقصى، الذي أفضى إلى تأسيس المنظمة، يعاود الاشتعال مجدداً وعلى أشده في الأراضي المحتلة؛ فسقط مئات الشهداء وآلاف الجرحى بنيران قوى الاحتلال الإسرائيلي الغاشم ويتعرض شعبنا الفلسطيني المسلم للإبادة الجماعية، والحرم القدسي الشريف للتدنيس والتهويد، ويتمادى العدو الإسرائيلي في تكريس سياسات الاستيطان والتوسع الهادف إلى طمس الهوية العربية والإسلامية للقدس الشريف؛ مما يفرض علينا في هذا اللقاء اتخاذ قرارات حاسمة لدعم انتفاضة الشعب الفلسطيني وثورته المتجددة، ومعركته المصيرية الباسلة؛ لتحرير كامل الأراضي المحتلة، وإقامة دولة فلسطين المستقلة وعاصمتها القدس الشريف. يقول المولى في كتابه

<2>