بلاده، واستقرارها، وسلامة أراضيها، وفي ذات الإطار، لا يفوتنا أن نشيد بالدور والإنجاز التاريخي الذي قامت به جمهورية جيبوتي في تسوية النزاع في الصومال؛ الأمر الذي يقف دليلاً على مقدرة الأمة الإسلامية على تسوية مشكلاتها دون تدخل خارجي.

السيد الرئيس:

          لا شك أن قمتنا هذه تشكل أنموذجاً لروح التعاون، والتعاضد، والتصالح بين الدول الإسلامية، وانطلاقاً من هذه الروح؛ فإننا نناشد الأشقاء في الكويت والعراق لإصلاح ذات البين، ورأب الصدع، وتجاوز ما قد سلف، سيما وأن الأمة العربية والإسلامية تجابه أخطاراً ماثلة ومتنامية؛ تستجوب تكاتف جهودها، وتوحد قدراتها وإمكاناتها.

          إن العفو والصلح خير، وإن الأخوة في الكويت والعراق أكثر قدرة على طي صفحات الماضي، وتسخير قدراتهما وإمكاناتهما لخير شعبيهما وأمتهما الإسلامية.

          إننا نتطلع أن تقوم هذه القمة بإرساء أسس راسخة، تمكن من بسط روح الصفاء والوئام بين الشعبين الشقيقين في العراق والكويت.

السيد الرئيس:

          لقد استطاعت منظمة المؤتمر الإسلامي، ومؤسساتها، أن تنجز أعمالاً جليلة، نخص بالذكر منها البنك الإسلامي للتنمية الذي يقود بنجاح كبير حركة التنمية والإعمار والتقدم في جميع الدول الأعضاء، وذلك بقيادة الأخ الدكتور/ أحمد محمد علي، الذي ضرب مثلاً أعلى للأداء الممتاز والتجرد.

          وفي ظل هذا السياق، أرجو أن أعبر عن إشادتنا كذلك، بالدور الذي ظل يؤديه معهد الترجمة الإسلامية بالخرطوم، فقط ظل هذا المعهد، وبالرغم من شح موارده وضعف تمويله، يؤدي عملاً ملموساً. وإننا ندعو مؤتمركم الموقر بهذه المناسبة لاتخاذ القرارات اللازمة لتوفير الموارد المالية اللازمة التي تمكنه من القيام بمهامه على الوجه الأكمل، وللتذكير فإن قرارات القمة السابقة وجهت منظمات التمويل التابعة لمنظمتنا وكذا الدول الأعضاء للمساهمة في تمويل مشروعات المعهد المختلفة.

السيد الرئيس:

          اسمحوا لي في ختام حديثي، أن أتناول بعض التطورات الداخلية في السودان، إن إحلال السلام وإنهاء الحرب في جنوب البلاد وجميع أبناء السودان في صعيد الوفاق الوطني، يأتي في مقدمة أولوياتنا، وسنظل نؤكد الحرص التام على تواصل الحوار حتى نصل إلى صيغة يرضاها الجميع.

<5>