إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

 



كلمة الملك خالد في بون
(أم القرى العدد 2826 في 7 شعبان 2500 الموافق 20 يونيه 1980)

بسم الله الرحمن الرحيم
سعادة عمدة بون، أصحاب السيادة أعضاء المجلس البلدي الأفاضل،

أيها الأصدقاء،

          أشكركم على حسن استقبالكم لي، وللوفد المرافق في مجلس مدينتكم الجميلة هذه، كما أشكركم على عبارات الود التي تفضلتم بها، باسمكم ونيابة عن أعضاء المجلس البلدي، سواء بالنسبة لي شخصياً، أو بالنسبة لبلادي وشعبي.

          لقد اتخذ شعبكم العظيم هذه المدينة الصغيرة الهادئة عاصمة له، واستطاع بجهده واجتهاده وعمله الدائب خلال الأعوام الثلاثين الأخيرة من أن يرقى بها، وببلاده إلى أوج التقدم والازدهار.

          إن مدينة بون العاصمة بمعالمها الأثرية، ومنشآتها الحديثة، تمثل هذا الشعب العريق بتراثه، وتقاليده العظيمة في إنجازاته العلمية والصناعية المعاصرة، وتقدمه في مختلف المجالات.

          وقد سرنا اهتمام جامعة بون بالبحوث، والدراسات الإسلامية، واللغات الشرقية، وكذلك سعيكم لتحقيق فكرة إنشاء مركز ثقافي إسلامي في هذه المدينة.

          ولا شك في أن هذه الدراسات العلمية، والأنشطة الثقافية، سيكون لها أثرها المحمود في التوصل إلى تفهم صحيح للحضارة والتراث الإسلاميين، وبالتالي لشعوب العالمين العربي والإسلامي.

          ونحن في المملكة العربية السعودية نعمل بجد من أجل تطوير بلادنا، ورفع مستوى الحياة لشعبنا، مع المحافظة على تراثنا وتقاليدنا، وقبل كل شيء التمسك بالقيم الدينية الإسلامية، التي تمثل الأساس الذي بنيت عليه حضارتنا العربية الإسلامية، والتي كان لها نصيب كبير في تنمية المعارف الإنسانية.

          وفي عمليات التطوير التي تقوم بها حكومتنا يسرها أن نرى العديد من المؤسسات الألمانية التي تتعاون معنا كغيرها من مؤسسات البلدان الصديقة. كما أن لنا العديد من الطلاب والمتدربين، الذين درسوا ويدرسون في جامعات ومعاهد بلادكم، وهم يمثلون، كما يمثل العاملون الألمان في بلادنا، جسوراً إضافية للتعارف، والتعاون بين شعبي جمهورية ألمانيا الاتحادية والمملكة العربية السعودية، ونحن واثقون بأن الصلات الودية التي تربط بلدينا وشعبينا ستزداد مع الأيام قوة ومتانة، لما فيه صالحهما، ومنفعتهما المشتركة.

          إن تفهم الشعب الألماني الباسل لعدالة القضية العربية، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، وشعوره بأحاسيس الشعب الفلسطيني المضطهد، نظراً لما عاناه الشعب الألماني نفسه من احتلال وتجزئة، كل ذلك يجعلنا نتطلع إلى زيادة ارتباط الشعوب العربية بالشعب الألماني الصديق، وإلى اضطراد دعم وترسيخ علاقات الصداقة القائمة بين بلدان وحكومات العالم العربي وحكومة جمهورية ألمانيا الاتحادية.

          وختاماً أتقدم إليكم بالشكر والامتنان على هديتكم القيمة، وعلى حفاوتكم متمنياً لكم جميعاً ولمواطنيكم السعادة، والهناء، والازدهار.