إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

 



كلمة الملك خالد بمناسبة اليوم الوطني للمملكة
(أم القرى العدد 2838 في 17 ذو القعدة 1400 الموافق 26 سبتمبر 1980)

بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على نبي الله الأمين، محمد بن عبدالله، وعلى آله وصحبه وسلم

إخواني وأبنائي الأعزاء،

          تمر علينا اليوم ذكرى تأسيس كياننا الكبير ـ المملكة العربية السعودية ـ ونحن أشد ما نكون حاجة للتمسك بعقيدتنا، ومثلنا العليا، التي جاهد مؤسس هذا الصرح، جلالة الملك عبدالعزيز، لكي يجعلها أساس انطلاقنا نحو أهدافنا، وقد وضح لنا رحمه الله، المعالم واضحة على الطريق؛ لتكون مشاعل تنير دربنا، وقد وفقنا الله، سبحانه وتعالى، بأن أخذ بأيدينا إلى ما يحب ويرضى، بعد أن أخلصنا النية صادقة له، مستلهمين منه جلت قدرته العون والسداد.

إخواني وأبنائي الأعزاء،

          إذا كانت الأمم تفخر برجالاتها الأفذاذ، الذين وهبوا الجهد والنفس لبناء الأوطان، فإننا في هذا البلد الكريم نفخر ونعتز برائد نهضتنا، وباني مجدنا المغفور له جلالة الملك عبدالعزيز، الذي لم يكن زعيماً سياسياً، وشخصية تاريخية فريدة فحسب، بل كان أباً لهذه الأمة، يحنو على صغيرهم، ويقدر كبيرهم، وكان المثال الحي، والنموذج الذي يقتدى في أسرته الصغيرة، أو أسرته الكبيرة.

          واليوم، ونحن نتفيأ ظل هذه الدوحة التي غرسها، وتعهدها بالسقي والدنا، ومؤسس هذا الكيان الكبير، ما أجدرنا أن نكون أكثر تمسكاً وحرصاً على ترسم خطي القائد الباني، جلالة الملك عبدالعزيز، طيب الله ثراه، التي كانت المنطلق الأول لجمع شمل هذه الأمة، وتوحيد صفها، وشد قواها تحت راية كلمة التوحيد، لا إله إلاَّ الله، محمد رسول الله، فأصبحت بلادنا، بفضل من الله، عزيزة الجانب، قوية البنيان، لها أثرها وتأثيرها في مجريات قضايا الأسرة الدولية، باعتبار أن كلمتنا تعتمد الصدق والأمانة قولاً وعملاً، الأمر الذي أكسبنا ثقة الأمة العربية الإسلامية خاصة، والمجتمع الدولي بصفة عامة؛ لأننا نسلك في سياستنا طريقاً واضح المعالم، وهي سياسة تأخذ في اعتبارها نصرة دين الله، وعزة الأمة الإسلامية، وتأييد قضاياها، والأخذ بجميع الأسباب وصولاً إلى غايتنا النبيلة، ليس من أجل سعادة ورخاء الإنسان السعودي فحسب، بل وفي سبيل رخاء الأسرة الدولية. لهذا فإن بلادنا تعطي من ذاتها ما تراه ضرورياً لحفظ أمن وسلام العالم، مدركة مسؤولياتها تجاه المجتمع الإنساني، وازدهاره.

          كما أننا على الصعيد الداخلي نبذل الجهد صادقاً بمؤازرة أمتنا، التي أولتنا ثقتها وتأييدها، فسارت سفينة البناء وفق أمانينا وأملنا جميعاً، فارتفع صرح البناء عالياً، وشمل الرخاء جميع قطاعات الحياة في بلادنا بفضل من الله، وعون منه.

إخواني وأبنائي الأعزاء،

          إن ما يجدده الله لنا من توالي النعم يدفعنا لأن نكون أقوى تمسكاً بديننا، وأكثر ترسماً لخطانا التي استلهمناها من مبادئ ديننا الحنيف، الذي هو عصمة أمرنا، ونظام حياتنا، وموجهنا نحو أهدافنا، داعين الله أن يقوي من عزمنا، ويمدنا بعونه وتوفيقه؛ لنسير جميعاً وفي ظل الحب المتبادل بين القيادة وأبناء الأمة؛ لنصل إلى ما نصبو إليه.

          والسلام عليكم، ورحمة الله وبركاته.