إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

 



كلمة الملك خالد بمناسبة الذكرى الخمسين لليوم الوطني
(أم القرى العدد 2886 في 27 ذو القعدة 1401 الموافق 25 سبتمبر 1981)

بسم الله الرحمن الرحيم
          والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، سيدنا محمد وعلى آله  وصحبه أجمعين.

          أيها الإخوة الأعزاء، أبناء المملكة العربية السعودية

          اليوم تمر بنا ذكرى عزيزة على نفوسنا، راسخة في أذهاننا، ومحددة لأبرز ملامح تاريخنا المعاصر، لقد كان العمل العظيم، الذي قام به القائد المؤسس، جلالة المغفور له الملك عبدالعزيز، مؤثراً فعالاً في مسارات نهضتنا، واستمراراً لقدر البلاد في التمسك بأهداف الدين الحنيف، وتطبيق شريعته السمحاء، فتحقق لنا الأمن بفضل الله، وفتحت دروب الرفاهية والحياة الكريمة للجميع، إن اليوم الوطني للمملكة العربية السعودية رمز لوحدة الشمل، وتوحيد الشتات تحت الراية الخالدة "لا إله إلاَّ الله محمد رسول الله" ففيه استعادت البلاد منعتها، وعزتها، وأمنها، واستقرارها، اعتماداً على كتاب الله العزيز، وسنة نبيه المطهرة حيث كانا، وما زالا، مصدر التشريع الوحيد لكل أمورنا.

          لقد منَّ الله، عز وجل، على جلالة الملك عبدالعزيز بنعمة الإيمان، وبصيرة المستقبل، وقوة الإرادة، وكانت مزيجاً من القواعد الصلبة استطاع من خلالها، وبفضل الله، أن يؤسس هذا الكيان الكبير؛ ليعيد له الأمن بمعايير يعز على الآخرين الوصول إليها، ويحقق لشعبه أفضل مستويات الحياة الإنسانية المرفهة والمستقرة، حتى أصبحت بلادنا مضرب الأمثال في العزة والكرامة، والتقدم والازدهار، وبقوة الإيمان وعزيمة الرجال، حقق المغفور له الملك عبدالعزيز لشعبه وأمته ما كانت تصبو إليه من مكانة عزيزة بين الأمم.

          فمنذ خمسين عاماً أعاد جلالته للإسلام هيبته ومكانته، واستمسك بالدين، أيده الله لما فيه مصلحة أمته، والأمة الإسلامية كلها.

أيها الإخوة الأعزاء،

          إن الذين يتساءلون عن أسباب العزة والمنعة، والأمن والاستقرار، التي تتميز بها بلادنا الغالية إنما يجدون الإجابة في شدة تمسكنا بشريعة الله، وتطبيقها من خلال كتابه المحفوظ، وسنة نبيه ، إنها الأسس والمعايير التي من خلالها رسم عبدالعزيز مستقبل البلاد، وهي نفس القواعد التي نسير عليها؛ لأن فيها الخلاص، والصلاح، والسؤدد، والفلاح.

          فما نعيشه من أمن وطمأنينة هو بفضل الله، الذي أنعم على هذه البلاد بالخيرات الوفيرة، لأهلها ولأمة الإسلام في مشارق الأرض ومغاربها.

          إننا في مناسبة اليوم الوطني للمملكة العربية السعودية هذا العام نجني الكثير من ثمار منطلقات التنمية، التي بدأت منذ عهد المغفور له الملك عبدالعزيز، في الوقت الذي نستعد فيه، بالإيمان والجهد، للخوض في مراحل التنمية القادمة، التي تحمل في طياتها كل الخير والرفاه لأبناء شعبنا الوفي. فنحن نضع الإنسان السعودي هدفاً وغاية، ولكل الجهود، وعلى مختلف الأصعدة الحياتية، الصحية، والاجتماعية، والاقتصادية، والثقافية، نعمل في إطار واحد، لا بديل ولا حيدة عنه، ألا وهو شريعة الله، ذلك النمط الخالد الذي يجب أن يسود الأمة الإسلامية؛ حتى تستطيع أن تواجه تحديات الزمن المتعددة.

أيها الإخوة الأعزاء، أبناء المملكة العربية السعودية

          لقد استطاع القائد المؤسس أن يضع أسس دولة فتية، واستلهم من كتاب الله، وسنة نبيه الكريم برامج تنموية استفاد منها أبناء شعبه، بقدر ما يستفيد منها أبناء الأمة العربية والإسلامية، فكان توحيد البلاد نقطة تحول بارزة في تاريخ المنطقة، تحملت فيها العديد من المسؤوليات العربية والإسلامية، فلم يكن توحيد البلاد أمر يخص شعبها وأبناءها فحسب، بل كان حداً فاصلاً بين ماضي المسلمين الذي سادته الفرقة والضعف، وبين حاضرهم الذي يستوجب جمع الشمل ووحدة الصف؛ لنكون قوة ترهب أعداء الله ودينه في الأرض.

          إنها فرصة لكي نكرر الدعوة للمسلمين في كل مكان إلى التمسك بأهداب الدين الحنيف؛ فهو الطريق لاستعادة الحقوق المغتصبة، وتعزيز الوجود الإسلامي؛ ليقاوم بأصالته تحديات الشيوعية والإلحاد والقوى المعادية لتقدم الأمة الإسلامية.

          إن نظرة لما تعيش فيه المملكة العربية السعودية من أمن واستقرار ورفاهية وتآلف لتدل على صحة مسارنا الحضاري، الذي نستظل فيه بقواعد كتاب الله، ونهج السنة المحمدية الشريفة.

          فلتكن أيامنا كلها أياماً يزيد فيها العطاء، ونخلص الجهود لبناء الإنسان والمجتمع، وصدق الله القائل في محكم كتابه: وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ. والسلام عليكم، ورحمة الله وبركاته.