الملك خالد يؤكد وقوف المملكة بكل إمكانياتها إلى جانب لبنان
(أم القرى العدد 2921 في 19 شعبان 1402 الموافق 11 يونيه 1982)

بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف المرسلين،

          وبعد إخواني المسلمين، في مشارق الأرض ومغاربها، لا شك أنكم وقفتم، من خلال متابعتكم لتطورات الموقف الراهن، والمتمثل في الغزو الإسرائيلي الشامل للأراضي اللبنانية، على مدى فداحة الاعتداء الوحشي الذي وقع على الشعبين اللبناني والفلسطيني، بما يمثل مرحلة جديدة من مراحل حرب الإبادة؛ لتحقيق أهداف إسرائيل في اغتصاب أجزاء من أراضي الأمة الإسلامية، وتكريس استعمارها الاستيطاني للأراضي العربية، والمقدسات الإسلامية.

إخواني المسلمين،

          إن واجب ما يفرضه هذا الوضع الخطير على الأمة الإسلامية جمعاء إن توحد صفها، وإن تحشد طاقاتها؛ لتقف بجانب أشقائها اللبنانيين والفلسطينيين، معبرة عن تضامنها معهم في رفض العدوان، والعمل على معاقبة المعتدي، وضمان سيادة ووحدة أراضي لبنان الشقيق، بما يحقق المحافظة على أمن وسلامة الشعبين الشقيقين، انطلاقاً من هدي الرسول، ، المسلم للمسلم كالبنيان يشد بعضه بعضاً.

إخواني المسلمين،

          لقد أثبتت الأمة الإسلامية، عبر تاريخها المجيد، عن قدرتها على التحديات، ومواجهة الأعداء بكل الوسائل المتاحة لها، ووقفتها الرائعة بالأمس القريب، والتي أشعرت العالم كله بمدى تضامن الأمة الإسلامية، وما وقوفها لنصرة حقوقها سوى دليل لا يقبل الجدل على صدق إيمان هذه الأمة، واستعدادها للفداء والتضحية.

          ولينصرن الله من ينصره، إن الله لقوي عزيز.

          والسلام عليكم، ورحمة الله وبركاته.