إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

 



كلمة الأمير سعود لحجاج بيت الله الحرام
(أم القرى العدد 1427في 9 ذو الحجة 1371 الموافق 29 أغسطس 1952)

          بسم الله الرحمن الرحيم
          الحمد لله، نحمده ونستعينه، ونصلي ونسلم على سيد الخلق محمد، صلى الله عليه وسلم، وعلى آله وصحبه، ومن تبعهم بإحسان، إلى يوم الدين. ثم إنا نتوجه إلى إخواننا المسلمين الوافدين في موسم الحج، من هذا العام، إلى بلد الله الحرام؛ لأداء هذا الركن الإسلامي العظيم، فنحيي كل مسلم منهم بتحية الإسلام ونهنئه من صميم قلوبنا، بما وفقه الله تعالى إليه، من تلبية دعوة نبي الله إبراهيم، عليه وعلى نبينا أزكى الصلاة والتسليم، يوم أمره الله تعالى بأن يؤذن في الناس بالحج، فأجابته ملايين المؤمنين، منذ بعثه الله بتلك الدعوة، إلى يومنا هذا، وإلى يوم الدين، إن شاء الله. وقد جاءت الدعوة المحمدية والشريعة الإسلامية، مؤيدة لذلك، فقال تعالى: وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ (آل عمران:97) وقال تعالى: وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ (البقرة 196). وقد منَّ الله علينا، معشر المسلمين، بهذه الملة السمحة، وبالتوحيد الخالص لوجهه الكريم، فقال تعالى: فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الأَوْثَانِ (الحج:30). فلله الحمد والمنة، على كل هذا، ونسأله تعالى المزيد من فضله وهدايته ولطفه.

إخواني المسلمين:
          بعد التحدث إليكم، بما أنعم الله علينا جميعاً، معشر المسلمين، في هذه المناسبة الكريمة، نكرر الترحيب بكم، إلى بلادكم، وإلى قبلتكم، والى حرم الله الحرام، وندعو لكم بالقبول والسلامة والعافية، ثم نطلب منكم، أن نتعاون جميعاً، على أداء هذا الركن الإسلامي، باتباع النظام، الذي اتخذته الحكومة السعودية، من أجلكم، وفي سبيل راحتكم واطمئنانكم وعافيتكم، وقد وزعنا هذه النظم، في تعليمات ترجمت إلى أكثر اللغات، التي يتكلم بها سوادكم؛ لإرشادكم في أيام الحج، إلى ما يجب أن يتبع، من أجل راحتكم. وهذا الفصل، الذي تقع أيام الحج فيه، هو فصل حار، في تاريخ هذه البلاد، لهذا نؤمل منكم عدم التعرض لضربة الشمس فيه، والهدوء في الأماكن الظليلة، وتجنب الازدحام.

          وقد أقامت الحكومة، من أجل ذلك، مظلات منتشرة في كل مكان، وفتحت لراحتكم المراكز الصحية، والمستشفيات، يصرف فيها الماء البارد، والثلج، والأدوية الطبية مجاناً، بدون أي مقابل، وأقامت مراكز الإسعاف، مزودة بالسيارات، تلبية لكل طلب، يجيء إلى الجهات الصحية في البلاد، في أي وقت كان، من ليل أو نهار، كل ذلك كان واجبنا نحوكم، قياماً بشكر نعمة الله علينا، إذ منحنا شرف خدمتكم والعناية بكم، والرعاية لكم، لهذا فإننا نؤمل منكم مساعدة سلطات الحكومة، في هذا السبيل، وما على كل من واجهته مشكلة منكم، في أي مكان من البلاد، إلا أن يبادر بمراجعة أقرب مركز شرطة أو إسعاف أو مراكز صحية أو إدارة الحج أو مطوفه ودليله، يجد الجميع في خدمته ونجدته، وأبوابنا نحن مفتوحة لكم تستطيعون رفع ما تشاؤون إلينا، بالمراجعة، وبالرسائل، والبرقيات، كما أننا قد وضعنا في الشوارع الهامة صناديق مقفولة، يضع كل منكم فيها ما يشكو أو يتظلم منه، ونحن نطلع عليها بأنفسنا، ونجري اللازم نحوها، بما فيه الحق والعدل، إن شاء الله. والله وحده المسؤول، أن يتقبل منا ومنكم حجنا، وأن يمن علنيا جميعاً، بالعافية والصحة والسلامة. والسلام عليكم ورحمة الله.