إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

 



كلمة الملك سعود في ذكرى ثورة الجزائر
(أم القرى العدد 1893 في 24 جمادى الأولى 1381 الموافق 3 نوفمبر 1961)

          في ذكرى الثورة المباركة، التي قام بها الشعب الجزائري المجاهد في مثل هذا اليوم، الذي يحتفي العرب والمسلمون في كل مكان بذكراها، أحيي وأبارك من مهابط الوحي، ومعاقل العروبة في جزيرتنا تلك الثورة المباركة، الزكية الطاهرة النقية، ثورة الحق على الباطل، وثورة العدالة على الظلم، وثورة الهدى على الضلال والاستعمار، وأحيي الشعب الجزائري الباسل بأسره حكومة وشعباً باسمي، وباسم شعبي في المملكة العربية السعودية، الذي يبارك معي لشعب الجزائر هذا الشرف الخالد، والمجد الباذخ، والسؤدد الذي لا يطال.

          ذلك أن ثورة الشعب الجزائري هي ثورة الأمة العربية بأسرها، وهي غضبة الإسلام بأممه وشعوبه في كل مكان، وإذا كانت فرنسا تتعامى حتى الآن عن الحق، وتجادل في الباطل، وتتمادى في الظلم، فإننا لا نشك مطلقاً في عدالة الله، ونصره وتأييده لأولئك المجاهدين المسلمين، الذين يقاتلون عن ديارهم، وأموالهم وأنفسهم جحافل زاخرة من القوى المسلحة، والمتألبة عليهم على صعيد وطنهم وفي قراهم ومدنهم، وفي معاقلهم ومزارعهم، وعلى قمم الجبال الشاهقة من تلك الديار:

          إننا نحيي الشعب الجزائري من صميم قلوبنا، ونقف معه صفاً واحداً على الحق، نعينه ونؤيده ونسانده، ونبذل في سبيل نصرته كل ما نستطيع من واجب الأخوة، وحقوق العروبة، وفريضة الإسلام، وإن موقفنا مع هذا الشعب الجبار الباسل، ومع حكومته الوطنية المجاهدة معلوم ومعروف، وسيستمر قوياً، وسيزداد خالصاً مخلصاً، وأن علاقاتنا ستظل منقطعة مع فرنسا المعتدية على هذا الشعب الشقيق؛ حتى يتحرر وينال استقلاله.

          فليحفظ الله الشعب الجزائري حكومة مجاهدة، وشعباً جباراً، وجيشاً باسلاً، يرفع اسم العرب والمسلمين عالياً بتضحياته في سبيل حريته في مشارق الأرض ومغاربها.