إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

 



كلمة الملك سعود إلى جميع المسلمين بمناسبة شهر رمضان
(أم القرى العدد 1907 في 5 رمضان 1381 الموافق 9 فبراير 1962)

بسم الله الرحمن الرحيم
          شعبي الكريم، الحمد الله الذي هدانا للنور والإيمان، وأنعم علينا بفرائض الإسلام، وخصنا بنعمة الصيام التي بها فلاحنا في ديننا ودنيانا، فقد أهل علينا شهر رمضان المبارك الذي أنزل فيه القرآن بينات من الهدى والفرقان، شهر التفرغ للعبادة والأعمال الصالحة، وأنا فيها لأول مرة في حياتي بعيداً عن شعبي الكريم، لا يشاركني فرحة الإفطار، ولا أشاركه في مثوبة القيام، وروعة العمرة في بيت الله الحرام.

          على أن شعبي على بعدي عنه مازال ماثلاً في خيالي، في صيامه وقيامه، وفي الخيرات يأخذ فيها بأيد سخية، ونفوس ذكية فهنيئاً له، ولجميع المسلمين فرادى وجماعات، وتبريكاً بهذه الأيام المباركات.

          ولقد حاولت جهدي أن أعود إلى بلدي الحبيب قبل حلول شهر الصيام؛ إلاَّ أن العمليات المتتابعة التي أجريت لنا، وألزمتنا الإقامة في الفراش أكثر من خمسين يوماً، أوجبت على الأطباء أن يلحوا بضرورة الاستجمام بعيداً عن زحمة العمل، كي نستعيد ما فقدناه، ونعود بنعمة وافرة من الله في صحتنا ونشاطنا، إن شاء الله، للإعداد في السير بشعبنا إلى حياة أفضل، ومستوى أعلى.

          وإني لأعبر الأيام الباقية التي تفرق بيننا، وانتظر بفارغ الصبر يوم اللقاء؛ لنعود للعمل معاً بقلوب مفعمة بالمحبة لبلادنا، والإخلاص لأمتنا، والإيمان بالله ربنا، سائلين المولى عز وجل أن يأخذ بيدنا لنصرة الشريعة الغراء، وإقامة العدل، ونشر ألوية الطمأنينة والاستقرار والتقدم في ربوعنا، وأن يجعل لنا من فضله وإحسانه وافر الحظ والنصيب في ثواب صيامه وقيامه. على أننا سنشارك شعبنا، إن شاء الله، في أيام العيد السعيد. وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه آمين.