إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

         



( تابع ) خطاب خادم الحرمين الشريفين إلى المواطنين في أعقاب إصداره أنظمة الحكم الثلاثة: النظام الأساسي ونظام مجلس الشورى ونظام المناطق شعبان 1413 هـ / مارس 1992 م
المصدر: د. عبد العزيز حسين الصويغ، " الإسلام في السياسة الخارجية السعودية "، الرياض، ط1، 1992، ص 271 - 275.

         وقوله جل شأنه فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك فاعف عنهم واستغفر لهم وشاروهم في الأمر فإذا عزمت فتوكل على الله إن الله يحب المتوكلين.

         ولقد ذكرنا من قبل في مناسبات كثيرة إن البلاد شهدت قيام مجلس الشورى منذ وقت طويل وخلال هذه المدة استمرت الشورى في البلاد بصيغ متعددة متنوعة. فقد دأب حكام المملكة على استشارة العلماء وأهل الرأي كلما دعت الحاجة إلى ذلك.

         والنظام الجديد لمجلس الشورى إنما هو تحديث وتطوير لما هو قائم عن طريق تعزيز أطر المجلس ووسائله وأساليبه بمزيد من الكفاية والتنظيم والحيوية من أجل تحقيق الأهداف المرجوة منه.

         إن الكفايات التي سيضمها هذا المجلس ستختار بعناية بحيث تكون قادرة على الإسهام في تطوير المملكة العربية السعودية ونهضتها واضعة في اعتبارها المصلحة العامة للوطن والمواطنين.

         ولئن كان مجلس الشورى سينهض بعون الله بالشورى العامة على مستوى الدولة من خلال المجالس واللجان المتخصصة فإنه لا ينبغي أن تغفل عن الشورى السائدة الآن في أجهزة الدولة من خلال المجالس واللجان المتخصصة ق ج$ ف بل ينبغي على هذه الأطر أن تنشد حتى يتكامل عملها مع مجلس الشورى العام.

         ولقد شهدت البلاد في الحقبة الأخيرة تطورات هائلة في مختلف المجالات. وقد اقتضى هذا التطور تجديداً في النظام الإداري العام للبلاد. وتلبية لهذه الحاجة والمصلحة جاء نظام المناطق ليتيح مزيداً من النشاط المنظم من خلال وثبة إدارية مناسبة. وليرفع مستوى الحكم الإداري في مناطق المملكة.

         أيها المواطنون
         لقد تم وضع هذه الأنظمة بعد دراسة دقيقة ومتأنية من قبل نخبة من أهل العلم والرأي والخبرة. وأخذ بعين الاعتبار وضع المملكة المتميز على الصعيد الإسلامي وتقاليدها وعاداتها وظروفها الاجتماعية. والثقافية والحضارية ومن ثم فقد جاءت هذه الأنظمة نابعة من واقعنا مراعية لتقاليدنا وعاداتنا وملتزمة بديننا الحنيف.

         إننا لواثقون من أن هذه الأنظمة ستكون بحول الله عونا للدولة في تحقيق كل ما يهم المواطن السعودي من خير وتقدم لوطنه وأمته العربية والإسلامية.

         إن المواطن السعودي هو الركيزة الأساسية لنهضة وطنه وتنميته ولن ندخر وسعا فيما يحقق له السعادة والطمأنينة.

         وإن العالم الذي يتابع تطور هذه البلاد وتقدمها لينظر بتقدير بالغ لما تسير عليه من سياسة داخلية تحرص على أمن المواطن واستقراره، وسياسة خارجية متزنة تحرص على إقامة العلاقات مع الدول والإسهام فيما يثبت دعائم الإسلام في هذا العالم.

<4>